إن مصر لا ينقصها الذهب الذي يمكن أن تجعله عملة حقيقية لها قيمة ذاتية أو على الأقل يمكن أن تجعل منه غطاء لعملتها يمكنها من الصمود أمام عواصف الأزمات المالية العالمية، إلا أن هذا مستحيل الحدوث في ظل الرأسمالية التي تحكم مصر وتبعية النظام وخضوعه الكامل لأمريكا، الأمر الذي تعدى مستوى الانبطاح وفاق كل درجات الخنوع حتى صارت البلاد كلها مرهونة لإرادة أمريكا، بينما تملك من الثروات والخيرات ما يغنيها عن أمريكا والعالم أجمع ولا يبقى بين سكانها فقير واحد بل ويؤهلها لأن تكون دولة عظمى إن لم تكن الدولة الأولى، هذا فقط بحدود سايكس بيكو الضيقة وبعيدا عن باقي الأمة وثرواتها المنهوبة أيضا.
إن ما تحتاجه مصر حتى تستفيد حقا مما تملكه من ذهب وثروات أخرى هائلة هو نظام لا يخضع للغرب ولا يتعامل مع صندوقه الدولي ولا ينفذ قراراته وسياساته، نظام يؤدي حقوق الناس ويرعاهم على الوجه الصحيح، قطعا لن يكون النظام الرأسمالي الذي هو سبب كل الأزمات مهما غيروا من مسمياته لخداع أهل مصر البسطاء، فالبديل الحقيقي والوحيد تملكه الأمة حقا وقد حكم مصر والأمة لقرون خلت وأوجد نهضة عظيمة تشهد لها قرون من الزمان وما زالت آثارها قائمة في بلدان شتى من العالم؛ من الأندلس (إسبانيا) وحتى بخارى وسمرقند مرورا بالقاهرة وإسطنبول ودمشق وبغداد، بلاد كلها حكمت يوما بالإسلام الذي أوجد نهضة حقيقية وكفل للناس جميعا حقوقهم بغض النظر عن الدين واللون والعرق والطائفة، بدولته التي طبقت الإسلام وحملته للعالم، وهو نفسه السبيل الوحيد للنهوض بمصر والأمة؛ استئناف الحياة الإسلامية من خلال خلافة راشدة على منهاج النبوة تعيد سيرة الصحب الكرام وعدلهم.
هذا النظام فقط هو الذي يستطيع الحفاظ على ثروات مصر، ويستطيع أن يحسن إنتاجها واستثمارها، ورعاية الناس من خلالها، ويضمن توزيعها على الناس بشكل عادل يحقق لهم الكفاية ويوفر لهم سبيل إشباع حاجاتهم وجوعاتهم بشكل حقيقي كامل وآمن، بمعنى أن هذا النظام هو النظام الحقيقي الوحيد القادر والمؤهل للنهوض بمصر والأمة نهضة حقيقية، بخلاف أنه هو النظام الوحيد الذي ينسجم مع عقيدة أهل مصر وفطرتهم ويلائم بيئتهم.
إذا كانت الرأسمالية التي تحكم مصر هي أصل الداء وسبب كل بلاء فإن تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو العلاج الحقيقي الناجع لكل أزمات مصر العاصفة ولا علاج غيره مهما جربتم، ومهما حاولتم ستظل الأزمة وستزيد طالما بقيتم بعيدا عن تطبيق الإسلام.
وإن حزب التحرير يضع بين أيديكم مشروع الإسلام كاملا وجاهزا للتطبيق فورا لا ينقصه إلا نصرة صادقة من المخلصين في جيش الكنانة تغار على حرمات الله التي تنتهك تحت سمع وبصر النظام وتغضب لفعاله وسياساته التي تعصف بمصر وأهلها، غضبة تقتلعه من جذوره وتقيم الخلافة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع