أكدت جريدة التحرير - جريدة سياسية أسبوعية يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس - أن "الشّعب التونسي في واد والوسط السياسي (رئيسا ومعارضة) في واد آخر: جاء ذلك في مقالة كتبها الأستاذ محمد الناصر شويخة، حيث قارن فيها بين مشهدين. الأول ذكر فيه أن الحياة السياسية في تونس لا تسير إلا على وقع الأجنبي سواء أكان أمريكيا أم أوروبيا. وعلى وقع هاته التدخلات الأجنبية يتشكل في تونس مشهد سياسي يبدو متناقضا ومعقدا في وقت تقف فيه تونس على شفير الإفلاس، قبل استجداء التمويل من صندوق النقد الدولي وتقديم فروض الطاعة، بعد أن عجزت الدولة اليوم حتى عن تأمين الغذاء للناس، وتحولت إلى دولة فاشلة، فلا الحكومات التي ادعت الثورية نجحت في إنقاذ تونس، ولا الرئيس قيس سعيّد الذي ألبس لبوس (الثوري الطاهر) استطاع أن يفعل شيئا رغم أنه جمع كل السلطات في يديه، ولكن الحال يزداد سوءا كل يوم. وهذا المقصود منذ البداية، وهو تيئيس الناس من الحلول. أما المشهد الثاني فقال الأستاذ شويخة إنه في تناقض صارخ مع المشهد الأول: حيث إن الوسط السياسي برمته رئيسا ومعارضة علمانيون لا يقيمون للإسلام وزنا، أما الشعب فهو مسلم، والإسلام يفرض أن تكون سياسة البلاد وفق أحكامه الربانية، ولكن الرئيس ومعارضيه كلهم لا يرون مانعا من تدخل الكفار في تحديد مصير المسلمين. فلماذا هذا الرضا؟! ولماذا هذا السّكوت؟! وخلص الأستاذ شويخة إلى القول إن مسؤولية المسلمين في تونس اليوم هي أن يخرجوا عن سلبيتهم، فالقرآن الذي يتلونه في مساجدهم يدعوهم إلى أن يتخذوا مع الرسول سبيلا، أفلا يكون رمضان شهر القرآن، تذكرة لنا في تونس، ونحن من يملك القرار؟ فهل سيواصل التونسيون اتباع أشباه الحكام هؤلاء؟ ألم يئن الأوان أن نعرض عنهم جميعا ونقيم النظام الذي أمرنا الله به؟
من ناحية أخرى عرض القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس إلى تجنيد النظام العلماني لوسائل إعلام مرئية ومسموعة من أجل إفراغ شهر الطاعات والبركات من معانيه السامية، عبر بث برامج تلفزيونية وإذاعية وأعمال درامية، غايتها محاربة مقوِمات العقيدة الإسلامية، لبت أهل البلد عن هويتهم وعقيدتهم. وقال في بيان صحفي أصدرته الناطقة الرسمية للقسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس: إن الحرب ضد الإسلام بوصفه نظاماً ليست بالجديدة ولا مستجدة، إلا أن نسقها قد تسارع منذ اندلاع الثورة، فبدت أكثر ضراوة بعد أن أيقن العلمانيون أن أهل البلد خرجوا لإسقاط النظام والمناداة بنظام الإسلام مطالبين بتطبيق تشريع وفق ما تمليه عقيدتهم الإسلامية، رغم كل ما فعله أولئك، سواء في إطار حرب معلنة سافرة ضد مفاهيم الإسلام أو أخرى خفية بعباءة الإسلام. وقالت وعليه فإننا في القسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس نعلن: أننا سنواصل فضح كل محاولات النظام العلماني والقائمين عليه التي تهدف لتضليل الأمة عن دينها العظيم وتدمير الأسر المسلمة وسلخ أبنائنا من عقيدتهم، وندعو كل مسلم غيور على دينه للوقوف معنا ضد هذه الهجمات العلمانية الشرسة على الإسلام وأهله، وإنقاذ أهل تونس من براثن العلمانية باستئناف الحياة الإسلامية.
رأيك في الموضوع