تناولت افتتاحية جريدة التحرير - جريدة سياسية أسبوعية يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس - ما وصلت إليه الثورة في تونس من أزمات، حيث قال الأستاذ محمد الناصر شويخة: نعم لقد زال حاجز الخوف وانهارت القوى القمعيّة الغاشمة في زمن قياسي، لكن الأهم لم يتحقق بعد: والأسباب؛ أولا: لم تقطع رأس الأفعى، فقد بقيت بريطانيا ترسم السياسات وتحيك المؤامرات لتظل بلادنا تحت الهيمنة، ومعها فرنسا تناكفها وتسابقها، ووجد الأمريكان الفرصة سانحة لموطئ قدم لهم، وهم الآن يخلعون الأبواب لمشاركة المستعمر القديم غنائمه. ثانياً: بقيت تونس محكومة بالعملاء والضّعفاء، وهؤلاء ما زالوا يعشقون الغرب وأفكاره. فأنّى لهم أن يعرفوا معنى الاستقلال والتّحرّر؟ ثالثاً: وهو الأهم، الخطأ القاتل الذي وقعَ فيه الثوار بابتلاعِهم الطُّعمَ الدّيمقراطي وانجرارهم إلى الانتخابات تلو الانتخابات، التي كانت لإبعاد الإسلام وأحكامه. وأشار الأستاذ شويخة إلى أن هذا النفقَ الذي دخلته القوى الثوريةُ، ليسَ له مخرجٌ إلا إدراك حقيقة الصراعِ. وأنَّ الحل لا يكون ببرلمانٍ أول خطوةٍ فيه: القسم على احترامِ الدستورِ الذي وضعَه النظام نفسه، فكيفَ نختصم مع عدو ونحتكم إليه في الوقت نفسه؟ وأكد: أنَّ تنحيةَ الإسلامِ ومقاييسِه عنِ الصراعِ يعتبر انتحاراً سياسياً، فالغرب وهو الطرف الأول يحتضر وقد انكشفَ عملاؤه، في حينِ إنَّ الطرفَ الآخرَ وهو الإسلام يقف شامخاً يَتَحدَّى الغربَ وأفكارَه، وتحملُه أمةٌ مستعدةٌ لأَنْ تموتَ من أجلِ تطبيقِه؛ وخلص الأستاذ شويخة إلى القول: لن تَحسمَ القوى السياسيةُ هذا الصراعَ إلا بأن تكونَ من جنسِ الأمةِ وتكونَ ثورتُها ثورةً إسلاميةً تقتلع النظامَ العلماني وتنتزع سلطانَ الأمةِ من براثنِ المستعمرين. وهذهِ المهمةُ لا يستطيع القيامَ بها إلا القائد الحقيقي للأمة الذي يقودها بالإسلام.
رأيك في الموضوع