نشر موقع (الجريدة، الجمعة، 5 محرم 1443هـ، 13/08/2021م) الخبر التالي: "أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الجمعة أنه لا حل عسكري أو قتالي للوضع في أفغانستان في ظل التطورات الأخيرة والتدهور الأمني الذي تشهده.
وقال جونسون في تصريح صحفي عقب ترؤسه اجتماعا للجنة الطوارئ الوطنية (كوبرا) لبحث الوضع في أفغانستان إنه "يجب علينا أن نكون واقعيين بشأن قدرات بريطانيا أو أي قوة أخرى لفرض حل عسكري أو قتالي في أفغانستان".
وأضاف أن "ما يمكن القيام به هو التعاون مع شركائنا في المنطقة وحول العالم ممن لديهم مصلحة معنا في منع تحول أفغانستان مرة أخرى إلى بلد لتخريج الإرهاب" مشددا على أن بلاده "فخورة بما حققته في أفغانستان خلال العقدين الماضيين بتضحيات جنودها ولا سيما في وقف هجمات تنظيم القاعدة ضد الغرب".
وأشار جونسون إلى أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة سحب معظم الدبلوماسيين البريطانيين من السفارة في كابول ومضاعفة الجهود لترحيل الموظفين الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الدولية خلال العشرين عاما الماضية.
وكان وزير الدفاع البريطاني بان والاس حذر في وقت سابق اليوم من خطورة تحول أفغانستان إلى دولة "فاشلة" بما قد يسمح بعودة تنظيم (القاعدة) إليها.
وكانت بريطانيا أعلنت أمس الخميس إرسال 600 جندي للمساعدة في تأمين عمليات ترحيل البريطانيين والموظفين الأفغان في بعثتها الدبلوماسية".
الراية: لعل بريطانيا الصليبية وسياسييها هم أكثر من يعلمون أن أفغانستان هي مقبرة الإمبراطوريات، فهي التي على أرضها تحطم كبرياء الإنجليز في القرنين التاسع عشر والعشرين، وفي رمالها تمرغت أنوف الروس في ثمانينات القرن الماضي، وولت أمريكا ومَنْ معها من الحلفاء أدبارهم منها هذه الأيام، بعد مفاوضات مع حفنة من زعماء طالبان ممن يفتقرون إلى الوعي السياسي، حيث إنهم لو لم يفاوضوا لانكشفت الهزيمة النكراء لأمريكا وحلفائها، مع أنها واضحة لكلّ متابع للأحداث في أفغانستان.
إن تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ومن قبلِها تصريحات رئيس أمريكا جو بايدن تحملان في طياتهما إعلان الفشل والهزيمة العسكرية في أفغانستان، ولا غرو في هذا، فهم ليس لهم طاقة مهما بلغوا من القوة لقتال المسلمين، وخاصة مسلمي أفغانستان، الذين وصفهم الرحّالة ابن بطوطة رحمه الله بالقوة والبأس الشديدين عند زيارته لمدينة كابول وما جاورها، فضلاً عن أنّ الطريقة الاستعمارية لنشر المبدأ الرأسمالي أثبتت فشلها عبر التاريخ، فلم يدخل استعمارهم بلداً إلا خلّف فيه الخراب والدمار، يستعبدون الناس، وينهبون ثرواتهم وخيراتهم، بخلاف مبدأ الإسلام العظيم الذي حمل رسالة الإسلام، رسالة العدل والهدى، إلى البلاد المفتوحة، فاعتنقوا الإسلام عن قناعة ويقين، وها هم الأفغان يستميتون في الدفاع عن دينهم وبلدهم، فمنذ أن دخلها الإسلام في القرن الهجريّ الأول لم يخرج منها، ولن يخرج منها إن شاء الله، فالمشكلة الكبرى هي في المبدأ الرأسماليّ الذي تحملون يا جونسون، ولئن فرحتم بهدم دولة الخلافة، وعملتم للحيلولة دون عودتها، لكنكم ستذوقون الهزيمة تلو الهزيمة بإذن الله، حتى يأذن الله تعالى للأمة الإسلامية بالنصر والتمكين بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، حينها ستحاولون رفع أيديكم إلى رؤوسكم تتحسسونها فلا تستطيعون، فالرعب من الخلافة يقتلكم قبل قيامها، فما ظنّكم بها حين تتوجه إلى عقر داركم لتقتلعكم وتخرج شعوبكم من ظلم وظلام رأسماليتكم إلى عدل ونور الإسلام؟ وإن ذلك على الله يسير.
رأيك في الموضوع