عشنا خلال قرن مضى ضنك بُعدنا عن شرع الله، وحُكمنا بأحكام المبدأ الرأسمالي، الذي فصل الدين عن الحياة مما جر المصائب على البشرية جمعاء وعلى المسلمين بوجه خاص، حيث تسلطت عليها دول الكفر الرأسمالية وفرضت عليها أنظمتها ونصبت عليها حكاما عملاء ليكونوا نواطير لمصالحها ومحاربة من يحاول الخروج عليها.
وقد انتشر في ظل هذه الأنظمة القتل والفحش، وأصبحت ثروات المسلمين منهوبة وأعراضهم مستباحة، ولو أردنا عدّ الجرائم في المئة سنة السابقة لما استطعنا حصرها.
وقد توعد ربنا تبارك وتعالى من أعرض عن تطبيق شرعه القويم واتبع السبل المعوجة، بالحياة الضنكى والشقاء في الدنيا قبل عقاب الآخرة، فقال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾.
فلا مناص لنا إلا أن نكون على قدر المسؤولية ونحمل على عاتقنا مهمة إنقاذ أنفسنا، بل وإنقاذ البشرية من الخطر الذي تعيشه في ظل حكم الرأسمالية وذلك بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع