في عرف السياسة يبحث السياسيون عادة عن الحليف القوي بل الأقوى، ويلجؤون دائما إلى الجهة الأشد تأثيرا في الموقف الدولي، وإن من فطرة الإنسان الضعيف اللجوء إلى الأقوى والأعلى سلطانا، ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾.
لكننا نجد أن بعضا من أبناء جلدتنا الذين يخوضون غمار السياسة لا يرون اللهَ سبحانه وتعالى جهة يُلجأ إليها ظناً منهم أن الكلام عن قوة الله وقدرته هو مجرد مشاعر لا واقع لها، أو أنهم غشيت أبصارهم فلا يرون إلا بوارج أمريكا وصواريخ روسيا فيظنون أن هذا هو منتهى القوة في الكون.
والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فكيف لمن يقرأ هذا الكلام مؤمنا به أن لا يرى قدرة الله سبحانه وتعالى؟! ولقد أكد الله سبحانه وتعالى هذا الأمر مرارا في القرآن الكريم، حتى لا يبقى لأحد أدنى شكٍّ بوجود هذه القوة المطلقة، والقادرة على قلب الموازين وفعل كل شيء، فقال عز من قائل: ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ وقال: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.
وعليه فإن الساعين لإسقاط الأنظمة، والعاملين لتحكيم شرع الله، عليهم أن يلجؤوا لله وحده دون سواه، ويعتصموا بحبله المتين، ويطيعوا أمره القويم، فهو سبحانه ﴿ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ وليكونوا على ثقة تامة بأنهم إن اتبعوا أمر الله وساروا على نهج نبيه ﷺ بإعداد المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾، فإن النصر حليفهم ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.
رأيك في الموضوع