لقد رأينا كيف رُكل القرآن الكريم، وألقي على الأرض، وكيف أحرق في شوارع مالمو بالسويد علنا. ولكن هذا لم يفاجئنا، بل كان شيئا متوقعا. قد قلنا من قبل إن هذه الحرب هي حرب على الإسلام كله، وليست حربا على الإرهاب أو التطرف، وكل هذه المبررات هي كي لا ندافع عن الإسلام ونقف إلى جانب بعضنا بعضا، فهي أعذار لتفرقتنا وإضعافنا. وها نحن نرى الآن أن الهجمات على الإسلام تزايدت إلى درجة مهاجمة أسسه من مثل القرآن الكريم الذي هو كلام الله وعقيدتنا التي نؤمن بها.
إن الطريقة الوحيدة لحماية الإسلام هي أن نطبقه في واقع حياتنا تطبيقا كاملا شاملا دون نقصان، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تذود عن الإسلام والمسلمين، كما فعل السلطان عبد الحميد رحمه الله حين منع الإساءة لرسول الله ﷺ في مسرحية خطّطَ لعرضها في فرنسا وبريطانيا.
وحتى ذاك الحين يجب علينا نحن المسلمين أن نكون حراسا للإسلام ونذود عنه، بأن نحمله مبدئيا وفكريا وأن لا نأخذه مجزءاً، بل نتقيد به ونحمله للناس كما أُنزل على الرسول ﷺ.
وهذا يتطلب منا أن نكون منظمين ومتوحدين، فإن هذا الأمر يخصنا جميعا، لأن الإسلام هو من مسؤوليتنا، فلا يمكننا فعل ذلك إذا كنا متفرقين نتهجم على بعضنا بعضا، نحن إخوة قد يكون لدينا آراء مختلفة، لكن لا يجوز أن يكون ذلك مدعاة إلى أن نتشاجر ونتخاصم وننسى الجريمة الأساسية التي تخص كل واحد منا والتي هي اعتداء على كل مسلم؛ ألا وهي حرق القرآن الكريم، والإساءة على رسول الله.
بل الواجب هو أن نقف معا صفا واحداً، ولن نتمكن من هذا إذا بقينا ننظر إلى أخطاء بعضنا بعضا ونقف عندها، فكلنا يريد الخير للإسلام ويعمل له والمشترك بيننا هو الذي يوحدنا فالله تعالى يقول: ﴿وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
علينا أن نكون حراس الإسلام ونحمله كمبدأ ونوجد الاحترام له فإن قوة الإسلام الفكرية لا شيء يقف أمامها.
الله تعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
فيجب علينا أن نتعاون من أجل الإسلام بأن نحمله كمبدأ بقوة وصلابة فكرية وسياسية فنتحدى به الغرب وأفكاره الخاطئة.
إنهم سيواصلون محاولاتهم لإطفاء نور الله ولكن الله متم نوره، وإن الإسلام سينتصر وينتشر، وهو محفوظ بإذن الله بغضِّ النظر كم مصحف حرقوا لأن القرآن محفوظ في قلوبنا، فالسؤال الأهم هو: هل سوف ننجو نحن من دون الإسلام إذا لم نقف من أجل الإسلام؟
يقول تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ أي إن لم نقف من أجل الإسلام وننصره ونقوم بواجبنا تجاهه فسيستبدلنا الله ويأت بغيرنا ولا يكونوا أمثالنا متقاعسين، بل يحملون الإسلام ويذودون عنه وينصرونه ويكونون من المفلحين.
فالواجب علينا هو أن نحمل الإسلام ونقف وقفة صدق من أجله قبل فوات الأوان، فنحن حراس الإسلام في هذا الزمان.
رأيك في الموضوع