لقد تعددت الوسائل والأساليب لتغريب المسلمين وإفقاد شباب الأمة ثقافتهم الإسلامية، ويبقى الهدف واحدا، ألا وهو القضاء على أي نهضة يتلمسها أعداء الأمة في البلاد الإسلامية، بل والعمل الحثيث على استحالة حدوث أي بوادر لنهضة حقيقية لعلمهم وقناعتهم أنها بداية نهايتهم المحتومة ولو بعد حين.
لقد ضيّعت هذه الثقافة الغربية بفعل رعاية حكام المسلمين لها، قوة شباب الأمة الإسلامية وأهدرت طاقاتهم واستنفدت إمكانياتهم وجعلتهم تائهين بلا هدف واضح، مغيّبين عن قضايا أمتهم الحقيقية ومهمشين عن لعب دورهم الحقيقي وتحقيق غايتهم التي من أجلها خلقوا في هذه الحياة، وهي نيل رضوان الله تعالى في كل أعمالهم. وهذه هي السعادة المرجوة عند كل إنسان مسلم يبتغي الثواب في يوم الحساب.
فلا بدّ أن يكون واضحاً وجلياً للأمة الإسلامية عامة ولشبابها خاصة، أن المنهج العام الذي يسلكه الإنسان في تحقيق السعادة لا يُقلق الإنسان تارة ويرضيه تارة أخرى، ولذلك لا بد من أن تكون الطمأنينة متركزة ومنتجة وهذا لا يكون بغير العقيدة العقلية الصحيحة، فالعقيدة الصحيحة تحل العقدة الكبرى بشكل صحيح وتنبثق عنها معالجات، أي أحكام شرعية متناسقة ومنسجمة تحقق الغاية، وهي رضوان الله، وهذا الرضا هو نفسه السعادة، لقوله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾.
رأيك في الموضوع