إن من أشد الأفكار فتكاً بالأمم والشعوب هي فكرة الانتظار، انتظار النصر، انتظار المُنقذ. انتظار لا ينجزُ تغييراً. إن هذه الفكرة تبلد الإحساس وتُفقِدُ الأمةَ الشعورَ بالألم الذي يصيبها، فتتلقى الطعنة تلو الطعنة، وهي واجمة دون حراك، جراء تعلقها بأمل ظهور المُخلِّص، مما يشل حركتها ويزرع التواكل في نفسها، وأن التغيير لن يكون بجهودها وعملها هي، بل من تنتظره هو الذي سيأتي بالفرج والخلاص. إن هذه الفكرة وحدها كفيلة بأن تقتل أي جهد للتغيير، بل وتقضي حتى على مجرد التفكير فيه، وهي بالتالي تمكّن العدو من تمرير مخططاته، فيمكر بالأمة ويهيمن على مقدراتها ولا يجد من يردعه أو يقف في وجهه، لأن هذه الفكرة أقعدت الأمة عن العمل، وخدرتها بآمال فارغة، وتعودت معها على الانتظار، وإذا ما انتهى مفعول المخدر، يعود العدو بمخدّر آخر. فعلى الأمة أن تكفّ عن الانشغال بجواب سؤال متى النصر؟ لأن ذلك ليس بيدها، بل بيد الله وحده، وهو الذي يمنّ به على من يستحقه. وأن ننشغل بالإجابة على سؤال ما هي خطوات النصر؟ نعم إن الإجابة عن هذا السؤال تحدد الأعمال التي أوجبها الله علينا عندما نتلمس طريق النصر، ونسعى لتغيير الواقع بأنفسنا وجهودنا متوكلين على ربنا عز وجل وحده.
رأيك في الموضوع