إن ما يميز الأمة الإسلامية ويجعلها أمة واحدة هو وحدة العقيدة التي انبثقت منها أحكام الشريعة ونظم الحياة المتعددة؛ من وحدة النظام السياسي المتمثل في الخلافة إلى بقية النظم التي انتظمت بها هذه الأمة العريقة وصهرت بها منذ نشأتها وحتى هدم خلافتها على يد اليهودي مصطفى كمال ومن خلفه دول الكفر الفاعلة مطلع القرن الماضي.
إن القيادة السياسية هي الجهة الموجهة للأمة المرشدة والناصحة لها، فهي التي تكشف الطريق أمامها وتحذرها من الأخطار، وتذلل لها العقبات حتى تصل إلى هدفها. كيف لا وهي الواعية على الطريق المتبصرة به، وهي حاملة مشروع التغيير العارفة به، وهي العالمة بمصالح الأمة والمتبنية لها والساعية لتحقيق هذه المصالح. وهي المتتبعة لكل من يتربص بالأمة ويكيد لها ويتآمر عليها. فهي التي تسعى لكشف المؤامرات قبل وقوعها وتفضح العملاء وتضرب الخطط الشريرة التي تحاك ضد الأمة.
منذ قرن من الزمان وبعد هدم دولة الخلافة والعالم يعيش عصر التوحش الرأسمالي الجائر الذي تفرد في حكم العالم قبيل نهاية القرن الماضي وخاصة بعد انهيار المنظومة الشيوعية التي شاركته الإجرام.
دخلت ثورة الشام في هذه الأيام عامها العاشر وهي تعاني الأمرين على الصعيدين الداخلي والخارجي، فهي تمر بمنعطف صعب مع العلم أنه في مسيرتها كثرت المنعطفات والمطبات، وقد قطعت مسيرتها هذه طوال ما يقارب العقد من الزمان بدون أن تتخذ قيادة واعية مخلصة تلتزم ثوابت الثورة وتحمل مشروع التغيير الحقيقي المؤدي إلى نهضة حقيقية.
لقد سعت أمريكا وأدواتها من الدول والعملاء للقضاء على ثورة أهل الشام منذ انطلاقتها، مستعملة في ذلك أدهى أنواع الخبث والمكر، مستنفرة كل أدواتها وإمكانياتها لتحقيق ذلك، وقد حققت أمريكا في هذا الأمر حتى الآن نجاحاً لافتاً وخاصة من خلال دول الثالوث المجرم "إيران وروسيا وتركيا"، وقد تم ذلك النجاح من خلال مسلسل أستانة وسوتشي، فقد أعادت هذه
منذ أن اندلعت ثورة الشام قبل حوالي تسع سنوات، أدركت الدول الاستعمارية وبخاصة أمريكا خطورة هذه الثورة، وخطورة مطالبها، التي ألهبت المشاعر الإسلامية في نفوس الناس، فاندفعت جموع الناس تواجه آلة الإجرام بصدور عارية، وأيقظت في النفوس التطلع إلى إقامة دولة تطبق نظام الإسلام من جديد، الأمر الذي ظن الكافر أنه قد اندثر في هذه الأمة إلى الأبد.
جرت سنة الله عز وجل أن يبتلي العاملين لنصرة دينه ويمحصهم ليميز الصادقين من الكاذبين حتى تغدو الجماعة التي تستحق أن تنال شرف نصر الله نقية خالصة.
لم يكن مشهد الجنوب "حوران" عندما وقع في فخ التآمر الدولي، بدعاً من الأمر، بل كان حلقة من مسلسل المؤامرات التي حاكتها دول الكفر وعلى رأسها أمريكا، محاولة القضاء على هذه الثورة المباركة!
وقد كان دور "رجال المصالحات" و"الضفادع" بارزاً في ذلك، بل كان دوراً أساسياً وخطيراً قامت به حثالة من المتسلقين والمنتفعين، وكثير منهم كان قد أرهق الثورة والناس - عندما كانوا في صف الثورة - بأعمال مكشوفة رهنوا الثورة ووضعوا مصيرها بيد أعداء هذه الأمة عبر الموك والموم، أو من
منذ انطلاقتها المباركة قبل أكثر من سبع سنين، لم ينقطع المكر والكيد بثورة الشام من دول الكفر بشكل عام وأمريكا بشكل خاص، التي شعرت بحقيقة خطر هذه الثورة على نفوذها ووجودها في هذه المنطقة المهمة من العالم، بل لقد شعرت بالخطر يتهدد وجودها في هذا العالم، وذلك لتجلي الحالة الإسلامية بشكل واضح في هذه الثورة، التي كانت انطلاقتها من بيوت الله، كما كانت شعاراتها "هي لله هي لله" و"قائدنا للأبد سيدنا محمد".
وقد أخذ مكر دول الكفر بثورة الشام أشكالاً متنوعة، وكان الهدف منها جميعها ولا يزال هو القضاء على هذه الثورة. ولكن أخطر هذه الأشكال على الإطلاق حتى الآن هو ما نتج عن مؤتمرات أستانة، حيث قُسمت الساحة إلى مناطق سميت زوراً وبهتاناً بمناطق خفض
لا شك بأن ثورة الشام قد وصلت إلى مرحلة حرجة، فبعد أن خسر الثوار مناطق شاسعة كانت بحوزتهم وسيطر النظام وحلفاؤه عليها، بعد موجات من القتل والقصف بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والكيماوية وصنوف التنكيل التي لم تشهدها البشرية من قبل، شاركت فيها فلول النظام مدعومة من شذاذ الآفاق من المليشيات الطائفية الحاقدة إضافة لإيران وحزبها اللبناني مدعومة بآلة الإجرام الروسي الجوية والبحرية، وبمباركة رأس الكفر أمريكا عبر سكوتها عن المجرمين بل وتأييدهم من ناحية، وبين الضغط على الفصائل عبر داعميهم ليسلموا المناطق ومنعهم من القيام بأي
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني