أما الأزمة اليوم فوَصْلُها بقضيتها الأم فالخلفية والجغرافيا هي قضية الصحراء، بعد الذي استجد عليها بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء ومباركة بريطانية حيث وُصف القرار الأمريكي بـ"جيد للغاية" و"مشجع للغاية"
بدءا يجب أن يكون معلوما أن من بديهيات الفقه السياسي أن دويلات الوظيفة الاستعمارية في سياساتها الخارجية هي رهن وقيد للرؤية السياسية والاستراتيجية للدولة الاستعمارية الفاعلة فيها، فالأمر من مقتضيات الوظيفة الاستعمارية
وما كانت بلاد المغرب الأقصى استثناء، فكل أزماتنا مردها إلى لغم من ألغام الاستعمار ودسيسة من دسائسه، وما كان التوتر السياسي الأخير بين المغرب وإسبانيا إلا من ملحقات تلك الدسائس والسياسات الاستعمارية للبلاد الإسلامية.
لهذه الأمة العظيمة بإسلامها، المنبثقة من حدود إسلامها وفضائله لا من حدود نفسها وشهواتها؛ الخيرة برفضها لمنكر واقعها وسقيم أحوالها وفساد أوضاعها والرويبضات حكامها؛ السخية بفلذات أكبادها في سبيل نهضتها واستعادة عزها ومجدها وإعادة إسلامها العظيم إلى سدة الحكم والقيادة؛ القَيِّمَة على البشرية لإنقاذها من جحيم أهواء شياطينها...
قُتلت هذه الأنظمة ما أكفرها! وكأنك بها مسرح للويلات ومعرض للرذائل، فهي على الحقيقة الترجمان الدامي لصنيع إجرام الغرب فينا، والطريقة العملية لنظريات الانحطاط المجتمعي، وفن من فنون التسفل ودرب من دروب الطبقات السفلى للحياة. لا تكاد تبصر في حكامها إلا كبار اللصوص وأهل الإثم والشر والفساد والإفساد، عددا بعدد دويلاتهم وويلاتهم، فهم شر البلية والمصيبة التي تأكل كل المصائب
فما كان الإعلام فينا إلا خسة فكرية وسياسية، وعمالة للغرب في إنفاذ مشاريعه وسياساته، ويعلو هذه الكومة من الحشف الإعلامي قناة الجزيرة القطرية.
في ظل هذه الظروف جاء الانقلاب على الرئيس أبو بكر كيتا ففرنسا ومن خلال تدخلها العسكري بالشمال أوصلت عميلها للحكم وأزالت القادة العسكريين منفذي انقلاب 2012 وبمساعدة دول الجوار الجزائر والمغرب استطاعت أن تسوق حركة الطوارق المتمردة
عرفت مالي يوم 18/08/2020 انقلابا عسكريا قاده مجموعة من الضباط اعتقلوا رئيس البلاد أبو بكر كيتا ورئيس وزرائه بوبو سيسي وعددا من المسؤولين والقادة العسكريين من أبرزهم قائد أركان الجيش المالي، وأعلن العسكريون عن تشكيل "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني