عُقد اجتماع في 4 كانون الأول/ديسمبر بين ممثل سفير أوزبيكستان في أوروبا والمهاجرين من أوزبيكستان في فندق سكانديك في ستوكهولم في السويد. وقد حضر هذا الاجتماع ممثل النظام الدكتاتوري لأوزبيكستان القنصل أزيمجون أزودوف الذي يعمل في سفارة أوزبيكستان في ألمانيا،كما حضر المهاجرون الأوزبيكيون بمن فيهم الصحفيون والعمال والطلاب والسياسيون وغير العاملين في دائرة الأمن القومي في أوزبيكستان.
في بداية الاجتماع أكد القنصل أزيمجون أزودوف للحضور أن الوضع السياسي في البلاد يتغير وينبغي إيجاد مناخ ملائم أكثر حتى يتمكن الجميع من زيارة أوزبيكستان، ولكن لتحقيق هذا الغرض من الضروري تجميع الوثائق للحصول على شهادة في سفارة أوزبيكستان. ووفقا لأزيمجون أزودوف فإن أولئك الذين ليس لديهم جواز سفر أو لديهم جوازات سفر منتهية أو يحملون جنسية مزدوجة يمكن أن يحصلوا على شهادة وفقا للتشريع الحالي لجمهورية أوزبيكستان، والذي سيسمح لك بزيارة أوزبيكستان دون أي عرقلة.
وقد أعرب عدد من الحاضرين عن امتنانهم الشديد لعقد هذا الاجتماع. وشكر بعض المهاجرين القنصل كثيرا لدرجة أنهم أصبحوا يعشقون أزيمجون أزودوف! وأثار أحد الأشخاص مرارا وتكرارا مسألة عزمه على المساعدة في فتح مكتب سفارة أوزبيكستان في السويد، بل إنه سيجمع توقيعات عديدة من أجل الترويج لهذا المشروع، وحتى أولئك الذين أشادوا بقوة النظام الدكتاتوري في أوزبيكستان للسياسة المتبعة في البلد.
ومن الناحية العملية لم يأت إلى الاجتماع أي من المهاجرين الذين غادروا البلاد بسبب اضطهادهم من قبل السلطات بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية. غير أن بعض الحاضرين سألوا القنصل أسئلة تتعلق بالذين غادروا البلاد لأسباب سياسية ودينية... لقد قدمت نفسي كعضو في حزب التحرير وأثرت مسألة اضطهاد أعضاء حزبنا عندما يطلق سراح السجناء السياسيين والدينيين. وقال القنصل أزيمجون أزودوف إنه لن يجيب على هذه الأسئلة.
وأثار أحد الإخوة مسألة ما إذا كانت هناك ضمانات بأنه لن يلقى القبض على من يريدون زيارة منزلهم ومحاكمتهم. ففي الآونة الأخيرة، ألقي القبض على مجموعة من العمال المهاجرين الذين عادوا إلى ديارهم، بذريعة مشاركتهم في المنظمات المحظورة، وكانت القضايا الجنائية ملفقة عليهم. ولم يجب القنصل على هذه الأسئلة، وفي مرحلة ما بدأ يغضب، ورفض الإجابة على هذه الأسئلة.
وأعتقد أن هذا الحدث كان هدف سلطات الدول الغربية، ولا سيما حكومة السويد، أن تظهر من خلاله أن السلطة في أوزبيكستان غيرت المناخ السياسي في اتجاه مُواتٍ للجميع، وحتى المهاجرين من مختلف البلدان يأتون إلى مثل هذه الاجتماعات ويشكرون على الدعم والمساعدة في عودتهم إلى وطنهم.
وقد عقدت اجتماعات مماثلة في أمريكا وبلدان أخرى. وكقاعدة عامة، لم يحضر مثل هذه الاجتماعات أولئك الذين أجبروا على مغادرة البلاد بسبب دوافعهم السياسية والدينية والذين تعرضوا للاضطهاد. وهذا يعني أنه لم يتغير شيء في أوزبيكستان، إلا أن الطاغية الأول كريموف هلك واستولى طاغية جديد مكانه. وهذا ليس بمستغرب، لأن الرئيس الجديد لأوزبيكستان ميرزياييف كان يسير جنبا إلى جنب مع الطاغية كريموف لأكثر من 15 عاما. وكيف يمكن أن تتغير الحالة في البلاد إذا كان هؤلاء المنفذون والمجرمون الذين ارتكبوا جرائمهم مع الطاغية كريموف لا يزالون يستلمون زمام الأمور وهم مستمرون في ارتكاب جرائمهم؟!
ولا تزال سياسة الإرهاب ضد الإسلام والمسلمين مستمرة في البلد بل وتصبح أكثر صرامة. ولن يتغير هذا الوضع إلا عندما يتغير هذا النظام، عندما يدمر مسلمو أوزبيكستان هذا النظام، وعندما يلقى القبض على المجرمين الحقيقيين ويودعون في السجن ويتم الإفراج عن المسلمين المعتقلين. وهذا يتحقق فقط إذا انضم مسلمو أوزبيكستان للعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رأيك في الموضوع