مراسل الراية – تونس: عقد حزب التحرير في تونس مؤتمره السنوي الخامس بعنوان "الخلافة القادمة منقذة العالم" يوم السبت 04 حزيران/يونيو 2016م ولكن ليس في المكان المقرر "قصر المؤتمرات"، نظرا لمحاولات المنع وإصرار السلطة على أن لا ينعقد هذا المؤتمر.
فرغم اتخاذ الحزب كل الإجراءات الإدارية المطلوبة، ورغم أخذ وزارة الداخلية العلم بانعقاد المؤتمر قبل المدة القانونية، إلا أن جهات أمنية أعلنت إلغاء المؤتمر بشكل مخالف للقوانين المعمول بها في تونس، ورغم صدور قرار يوم الجمعة 03/06/2016 من المحكمة الإدارية برفض قرار حظر المؤتمر إلا أن تلك القوى الأمنية بقيت سادرة في غيها، فقد أمر الوالي بإغلاق القاعة لمدة عشرين يوما، وتحولت العاصمة إلى ثكنة عسكرية يوم المؤتمر، مثلها مثل العاصمة تونس بأسرها.
أما على مستوى البلادفقد قامت الجهات الأمنية بتهديد أصحاب الحافلات التي كانت ستنقل المشاركين في المؤتمر ثم قامت بقطع الطرق الموصلة إلى العاصمة كافة، وأعادت ما فلت من قبضتها في الولايات وكذلك الأشخاص الذين جاؤوا في سياراتهم الخاصة وكل من تشتبه بأنه قادم إلى المؤتمر.
وإثر هذه التحركات قام وفد من حزب التحرير بالذهاب إلى الوالي لاستيضاح الأمر والتعبير عن موقفهم تجاه هذا القرار التعسفي الاستبدادي ولكن الوالي وكما كان متوقعا تهرب من اللقاء، ومن ثم تحول الوفد إلى وزارة الداخلية وأيضا لم يستطيعوا مقابلة الوزير.
هذا وقد أعلن الحزب عن عقد ندوة صحفية بمقر مكتبه الإعلامي في اليوم نفسه السبت 04/06/2016. وخلال الندوة، التي حضرتها جل وسائل الإعلام، استنكر الحزب هذه التصرفات الخسيسة التي اعتمدتها السلطة لمنعه من عقد المؤتمر وكيف أنها داست على قوانينها بأقدامها من أجل محاولة إخماد دعوة الحزب، كما أعلن الأستاذ محمد ناصر شويخة - عضو الهيئة الإدارية - عن بداية انطلاق المؤتمر الذي أخذ شكلا مغايرا بحيث أصبح مؤتمرا مفتوحا خلال كامل شهر رمضان وفي جميع مناطق البلاد.
ومن ثم كانت هناك كلمتان للأستاذ محمد ناصر شويخة والأستاذ رضا بالحاج أمام المقر حيث تجمع العديد من أنصار الحزب، وأكدا على استمرار الحزب في كشف مخططات المستعمر، وعدائه للإسلام وأهله ونهبه لثروات البلاد وترك أهله الطيبين يموتون جوعا. وتم إرسال رسائل إلى الأمنيين بأن لا ينجروا في المخططات الاستبدادية التي يراد بها محاربة الإسلام واستعمالهم في غير ما يرضي الله كما كان يفعل معهم الهارب بن علي، بل عليهم أن يكونوا في صف الأمة ويحموا أهل هذا البلد.
ويذكر أن ما حدث كان له صدى واسع في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتفاعل كبير على مواقع التواصل على الإنترنت، مع تضامن كبير وواسع من أهل البلد مع الحزب من جهة وسخط على السلطة وأعمالها المخزية من جهة أخرى.
إن هذه المهزلة التي جرت تكشف كذب ادعاءات حكومة التوافق وأتباعها بأنهم يبنون دولة القانونوالحريات، فهم ليسوا أكثر من عصابة هي امتداد لعصابة الحكمالسابق، ولا يعنيها تونس ولا أهلها، بعكس حزب التحرير وكل المخلصين الذين يحرصون على تونس وأهلها ويفدونهم بالغالي والنفيس.
إن حزب التحرير ماض في طريقه لتحقيق غايته التي نذر نفسه لها، وهي إقامة الخلافة على منهاج النبوة، وفق الطريقة الشرعية التي تبناها، وواهم من يظن أنه يساوم على غايته أو ينحرف عن طريقته الشرعيةتحت ضغط الواقع والظروف.
رأيك في الموضوع