(كشفت مصادر سورية معارضة (دي برس - متابعات) عن انتقال ملف تدريب المعارضة السورية المعتدلة من يد الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» إلى وزارة الدفاع «البنتاغون»، وقد ترجم ذلك بزيادة عدد القوى الخاضعة للتدريب، لكنه لن يشمل تقدما في نوعية التسليح.
وذكر موقع العربية نت أن اتفاقاً وقعته تركيا مع الولايات المتحدة في أنقرة تم إنجازه قبل ذلك، لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين على الأراضي التركية. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الكوسوفي هاشم تاتشي بأنقرة توقيع الاتفاق، وقال إن المقاتلين الذين ستدربهم بلاده بالتعاون مع الولايات المتحدة سيقاتلون النظام السوري و»المنظمات الإرهابية» مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
بينما عبر كاوى عزيزي عضو ممثلية إقليم كردستان العراق للمجلس الوطني الكردي تعقيباً على الموضوع لـ ARA News «نحن جزء من منظومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ويجب أن نكون جزءاً وشركاءً في الجيش الجديد، لأننا شاركنا في مفاوضات جنيف كمجلس وطني كردي ضمن وفد المعارضة السورية».
وسينطلق برنامج التدريب هذا الذي أطلقته الولايات المتحدة لعناصر المعارضة السورية المعتدلة من تركيا، على أن يستكمل في عدة دول أخرى مؤيدة للمعارضة السورية من بينها السعودية وقطر والأردن، وهو الثالث من نوعه، وهو البرنامج الثاني الذي تديره الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية التي تصفها واشنطن بـ«المعتدلة». وكانت هناك مساعدة أميركية مالية تقدر بمليونين ونصف المليون دولار شهريا توزع على الجبهات القتالية الخمس بمعدل 500 ألف دولار لكل جبهة. علماً بأن هذا البرنامج لا علاقة له بما أعلنه سليم إدريس في حكومة الائتلاف عن 60 ألف مقاتل) انتهى.
بلا شك أن المشاريع التي تصب في نفس الهدف من تشكيل هكذا قوة لخدمة أهداف النظام الدولي في محاربة الإسلام الحقيقي، هذا الإسلام الذي تراه أمريكا يسير بكل ثقة في النفس باتجاه استلام زمام الحكم في سوريا، صارت كثيرة ومتعددة ولها صفة واحدة تجمعها وهي أنها فاشلة.
ظنت أمريكا أن التحالف العالمي الذي قادته للحرب على الإسلام في سوريا لإجهاض تطلعات أهلها في قلع نظامها العلماني المجرم وإقامة نظام عالمي جديد قوامه العدل والحق والخير، ظنت أن مخططها هذا سينجح وأنها ستقطف ثمار ما قامت به في العراق قريباً في سوريا، لكنها ما إن بدأت هجماتها ورأت كيف نأت ثورة الشام المخلصة بنفسها جانباً عن هذا التحالف الخبيث حتى أعلنت أن حرب تحالفها في سوريا والعراق ستكون طويلة! وصارت كل يوم تتحدث إدارتها عن طول هذه الحرب حتى ظهر للجميع أنه قد أُسقط في أيديهم فاحتاروا وضاعوا وسخفت تصريحاتهم وصارت مهازل.
لذلك حاولت تقوية تحالفها من خلال مخطط ما وصفته «بالمعارضة السورية المسلحة المعتدلة»، فتارة أعطت هذا الملف لإدريس ففشل فشلاً ذريعاً، وتارة أعطته للأردن الذي مني بمصائب نتيجة تدخلاته في جنوب سوريا فجمع خسائره وفرّ، وتارة من خلال دولة يهود التي يحميها نظام آل الأسد ويحفظ أمنها، فما أثمر زرعهم فيها، وهكذا دار هذا الملف المشبوه حتى وصل لتركيا التي كانت تتشرط على أمريكا ضم هدف إسقاط بشار الأسد لهدف محاربة الإرهاب حتى تقبل به (أمام شعبها!)، فأعلنت الإدارة الأمريكية عن توقيع هذا الاتفاق مع تركيا موضحة هدفه إرضاءً لتركيا: «إن المقاتلين الذين ستدربهم بلاده بالتعاون مع الولايات المتحدة سيقاتلون النظام السوري و «المنظمات الإرهابية»...».
لكن الدول التي تحمي نظام الطاغوت لم تتمالك أعصابها حتى انتفضت مبدية ما يدلل على رفضها لهذا الاتفاق. فنقل موقع روسيا اليوم التابع للتلفزيون الروسي أن الخارجية الروسية قد أعربت الجمعة 20 شباط/فبراير عن شكوك موسكو إزاء أهداف توقيع واشنطن وأنقرة اتفاقا حول تدريب مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» في الأراضي التركية. وقالت: إن هدف تدريب فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» في تركيا مشبوه!
وبين الأخذ والجذب تدرك ثورة الشام أن حجم المؤامرات ضدها في ازدياد، وأن هذه المؤامرات ليست على الورق بل هي في كل مرة تترجم على الأرض عبر تقتيل وتدمير ونكبات ليس آخرها زج بعض رجالات الثورة في أتون حرب لا تمثل قضية للثورة السورية وذلك حين أرسل إدريس صديقه الحميم عبد الجبار العكيدي مع بضع عشرات من المقاتلين أرسلهم لكوباني ليقاتلوا جنباً إلى جنب مع قوات التحالف التي تنسج حكوماتها في بلادها قوانين تمنع حتى كلمة الحق أن تقال على أفواه المسلمين، ناهيك عن التنكيل والتحريض ضدهم.
إن قيام تركيا بالدخول على الخط في هذا الوقت بالذات كان متوقعاً؛ ذلك أن لكل من العملاء الذين ينفذون الأجندات الغربية دوره ووقته للقيام بما يريدونه منه، وها هو وقت الدور التركي قد أزف، وسيكون لثورة الشام فضل آخر من جديد في كشف العملاء المختبئين تحت ملاءة خطاباتهم الرنانة وخطوطهم الحمراء التي رسموها ولعقوها رغم أنوفهم.
لذا نبشر المخلصين في ثورة الشام عقر دار الإسلام بأنها محاولة أخرى فاشلة ستنضم لشقيقاتها الفاشلات من صنيعة أمريكا وحكام المسلمين، فالثورة الأبية التي لا بواكي لها لم تعد محصورة في حدود سوريا، بل إن مكرهم باء بفشل ذريع أوصل هذه الثورة لأن تصبح تعبيراً حقيقياً عن تطلعات الأمة في الانضواء تحت راية رسول الله ﷺ وفي ظل حاكم يرعى شؤونها بالقسطاس المستقيم.
رأيك في الموضوع