قال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، في البحر الميت، السبت 23 أيار/مايو 2015، وفقا لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن «ليبيا ليست دولة فقيرة، وهناك فرصة لتحقيق النجاح»، متابعا: «لا يصح أن تكون ليبيا مجرد فريسة لدول متعطشة لاستغلالها».
إذ لا زال الصراع الدولي على ليبيا قائما وتدخل دول الغرب لحل الأزمة القائمة في البلد لصالحها ولبسط نفوذها في المنطقة هو سبب النزاع القائم في البلد. فها هو وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية البريطانية توباياس الوود يلتقي مع الأعضاء المستقلين في لجنة الحوار الليبي بمقر السفارة البريطانية في تونس، يوم الجمعة 22 أيار/مايو 2015 وبحسب مصادر السفارة البريطانية أن المجتمعين اتفقوا على الحاجة إلى التعجيل بالحوار والدفع بالمفاوضات للوصول إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة في ليبيا. فبريطانيا تسعى جاهدة لإيجاد حل ما دام غالبية الوسط السياسي في ليبيا مرتهناً لها، ولهذا فإن من مصلحتها الإسراع في الخروج من هذه الأزمة حتى تحافظ على نفوذها في البلد.
ومن الأساليب السياسية المعتمدة للتسريع في التوافق والمصالحة بين الأطراف المتنازعة هو استغلال العمليات الإرهابيةودعاوى تنامي وجود تنظيم الدولة في ليبيا، فقد أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، السبت 23 أيار/مايو 2015، تخوّفه من زيادة خطر تنظيم الدولة في ليبيا خاصّة مع تتالي العمليات الإرهابية في البلاد.وقال المبعوث الأممي في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم إنّ متطرفي التنظيم يمكن أن يُمثلوا تهديدا خطيرا للغاية على البلاد خلال أشهر إذا فشلت مساعي المصالحة.وأشار ليون إلى أن وجود تنظيم الدولة في ليبيا تحول في الشهور الأخيرة من جماعات صغيرة إلى تنظيم يضم أكثر من 2000 عنصر، وذلك وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتدبرس". وبيّن ليون أنّه دون اتفاق سريع يمكن خلال الشهور القليلة أن يصبح تنظيم الدولة تهديدا خطيرا للغاية لليبيين وللجميع.
هذا وقد أكّد عضو مجلس النواب الدكتور أبو بكر بعيرة أن جلسة حوار الصخيرات المقبلة ستكون يوم 8 حزيران/يونيو القادم، وأنّ الوثيقة الأخيرة سيتمّ تسليمها في الجولة المقبلة في المغرب. ودعا بعيرة كلّ الأطراف إلى التنازل في هذه المرحلة من أجل مصلحة الوطن دون التنازل عن الثوابت. ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب الدكتور محمد شعيب إن الحوار الليبي دخل مرحلة متقدمة جدًا، بعد الوثيقة الثالثة التي وصفها بـ«الجيدة جدًا»، مشيرًا إلى أهمية أن يدرك الليبيون أن عواقب فشل الحوار وخيمة على الجميع. وأشاد شعيب بالمبادرات الإيجابية التي تقودها أطراف اجتماعية في مناطق ليبيا، والتي تدعو إلى التصالح ونبذ العنف، والبعد عن الاقتتال وعدم الاحتكام إلى السلاح، لافتًا إلى أن الحل الأمثل لتلك الخلافات هو الجلوس على طاولة حوار واحدة. ومن جهة أخرى نجد محاولة حشد الأوساط النافذة في البلد من أجل الدفع نحو المصالحة؛ فقد أيّدت اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ ليبيا الجهود الداعمة للتهدئة وقطع الطريق أمام محاولات إفشال جهود الحوار الوطني.
أما بالنسبة لأمريكا فإنها ما زالت لم تتأكد أن مآلات الحوار ستؤدي إلى تحقيق مصالحها في المنطقة ولهذا اكتفت بتصريحات داعمة للحوار دون دعم عملي، فقدكشف عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب حمودة سيالة عن تفاصيل زيارة وفد البرلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، مشيراً إلى أن مجلس النواب تلقى دعوة من الكونجرس لشرح الموقف الداخلي، بالإضافة إلى إجراء مناقشة مع صناع القرار في أمريكا حول الأزمة الليبية وكيفية التعاطي مع التطورات الميدانية، وقال أن الإدارة الأمريكية لا تعارض فكرة تسليح الجيش الليبي، لكنها ربطت بين هذه الخطوة وإنهاء حالة الانقسام الحالية، مشيرًا إلى أن الانقسام يعود بالسلب أيضا على الصعيد الاقتصادي. كما صرح أن الجانب الأمريكي يريد الاطمئنان بأن الدعم سيصل إلى قنواته الشرعية وهي مواجهة الإرهاب، وأنه يفتقد الضمانات لتحقيق ذلك بسبب حالة الانقسام التي تسيطر على الأطراف الليبية.
ولكن تبقى ملامح الخروج من الأزمة بعيدة، وما زالت ليبيا وأهلها يستنزفونبسبب جشع دول الغرب.
رأيك في الموضوع