عندما ثار أهل الشام على نظام القتل والإجرام لم يكن يخطر في بالهم يوما أن يفاوضوه أو يعقدوا معه الهدن، فقد كانت ثورة لاجتثاث هذا النظام من غير رجعة، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
فعمل الغرب الكافر على مد النظام بالسلاح والمال وتدخلت بعض الدول لمساعدته عسكرياً، والقسم الآخر راح يدّعي صداقة الثورة ومساعدتها، فدعمها ببعض المال السياسي القذر الذي صادر قرار القادة وجعلهم يسيرون نحو فخ الهدن والتفاوض، فماذا كانت النتيجة؟
الهدن أوقفت المعارك مع النظام الذي راح يقضم المناطق واحدة تلو الأخرى، وينقض الهدن بعد أن كان هو من يطالب بها، وأما المفاوضات فقد أعطته ما عجز عن تحقيقه بالدبابات والطائرات فأخذ عبر مؤتمرات سوتشي وأستانة ما لم يحلم به بمساعدة دولية وخاصة مساعدة نظام تركيا أردوغان المخادع.
لذلك وجب على أهل الشام أن يعلنوها صراحة أن التفاوض مع مغتصب الأعراض وقاتل الأطفال ومهدم البيوت خيانة، وأن الثورة مستمرة حتى إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام، وقد أثبت أهل ثورة الشام الصادقون أنهم جاهزون لدفع هذا الثمن مهما عظُم.
وأنهم إذا تخلصوا ممن باع قرارهم وتسلط عليهم من قادة الفصائل وصححوا مسارهم واتخذوا قيادة سياسية واعية صادقة وتوكلوا على الله حق توكله فإن نصر الله سيكون قريبا منهم، وهو آت قريبا بإذن الله عز وجل.
رأيك في الموضوع