نشر موقع (فرانس 24، الاثنين، 5 محرم 1442هـ، 24/08/2020م) خبرا ومما جاء فيه: "حل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاثنين بتل أبيب في زيارة تستمر خمسة أيام وتتناول مسألة التطبيع بين دول عربية و(إسرائيل). وأعرب بومبيو خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في القدس، عن أمله بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع (إسرائيل). وتشمل جولة بومبيو الشرق أوسطية الخرطوم والبحرين على أن يختتمها بزيارة الإمارات.
ومن المقرر أن يتشاور بومبيو ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو خصوصا حول الملف الإيراني و"تعميق" العلاقات بين (إسرائيل) وبقية دول الشرق الأوسط، كما أكد المتحدث باسمه في واشنطن. وأكد نتنياهو الأحد أن "صديقه" بومبيو سيثير معه مسألة "توسيع دائرة السلام في منطقتنا". من المقرر أن يلتقي بومبيو أيضا نظيره (الإسرائيلي) غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
وبعد (إسرائيل)، يتوجه بومبيو إلى الخرطوم للبحث في العلاقات (الإسرائيلية) السودانية. ثم ينتقل إلى البحرين والإمارات.
وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع (إسرائيل)، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن 1994، واللتين كانتا في حالة حرب مع (إسرائيل).
وبناء على اتفاق التطبيع، أعلنت (إسرائيل) والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري وبيع النفط الإماراتي لـ(إسرائيل) إضافة إلى التكنولوجيا (الإسرائيلية) للإمارات، مع تنشيط قطاع السياحة ومشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبو ظبي".
الراية: جاءت زيارات وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي ترامب جاريد كوشنر، ومبعوثه للسلام آفي بيركوفيتز، قبل حتى أن يجف حبر الاتفاق الذي أعلن عنه ترامب بين الإمارات وكيان يهود، مما يدل بشكل واضح على رغبة أمريكا في ترسيخ ذلك الاتفاق الخياني وإبرازه كإنجاز كبير لترامب، وكذلك استثماره في خدمة سياسة أمريكا الرامية إلى دمج كيان يهود ضمن اتفاقيات وتحالفات رسمية مع الدول العربية، وهذا ما أشارت له وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الإعلان عن الزيارة "سيلتقي بومبيو في (إسرائيل) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي المتعلقة بنفوذ إيران، وتعزيز علاقات (إسرائيل) في المنطقة، وكذلك التعاون في حماية اقتصادات الولايات المتحدة و(إسرائيل) من المستثمرين الخبيثين".
إن أمريكا تسعى عبر هذه الزيارات إلى جعل اتفاقية التطبيع بين الإمارات وكيان يهود نقطة انطلاق لعقد اتفاقيات تطبيع أخرى بما يتماشى مع سياسة أمريكا الحالية التي أضحت تسير بمسارين متوازيين؛ دمج كيان يهود ضمن تحالفات المنطقة في إطار رسمي وعلني، بالتزامن مع العمل على تصفية قضية فلسطين بمساعدة السلطة الفلسطينية، وعدم ربط الأولى بانتهاء الثانية. وما كان هذا ليحدث لولا الحكام العملاء الذين يذللون الصعاب أمام ترامب ويتفانون في خدمته لتحقيق إنجازات في المنطقة خاصة بعد تعثر تنفيذ صفقته المشؤومة (صفقة القرن) وقرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
إن أمريكا تعمل على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية بكل صلافة وعنجهية وتسرح في بلاد المسلمين طولاً وعرضاً وتتبجح ليلاً ونهاراً دون حسيب ولا رقيب، وذلك لعدم وجود دولة للمسلمين مستقلة بقرارها السياسي تعلم كيف تؤدب الدول الاستعمارية وكيف تقطع أذنابها من العملاء وتنهي نفوذها وتعيدها إلى عقر دارها، هذا إن أبقت لها عقر دار.
رأيك في الموضوع