أدانت وزارات الخارجية الأردنية والسعودية والإماراتية والسلطة الفلسطينية، والجامعة العربية، قيام حسابات رسمية تابعة لكيان يهود بنشر خرائط للمنطقة تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن الأردن ولبنان وسوريا، وتزعم أنها خريطة كيان يهود التاريخية، وأبدوا تخوفهم من مسألتين:
إحداهما الاعتداء على ما أسموه سيادة الدول ومشروع الدولة الفلسطينية، إذ قالت وزارة خارجية السعودية في بيان إن "مثل هذه الادعاءات المتطرفة تدلل على نوايا سلطات الاحتلال في تكريس احتلالها والاستمرار في الاعتداءات السافرة على سيادة الدول، وانتهاك القوانين والأعراف الدولية". بينما طالبت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها بـ"وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأخراهما هي مسألة تأجيج ما أسموه مشاعر التطرف في المنطقة، إذ حذر أبو الغيط من أن "تغافل المجتمع الدولي عن مثل هذه المنشورات التحريضية والتفوهات غير المسؤولة يُهدد بتأجيج مشاعر التطرف والتطرف المضاد من كل الأطراف".
وهكذا فإن هؤلاء الحكام العملاء أقلقهم ما قد يهدد عروشهم، سواء بسبب أحلام يهود التوراتية والتوسعية أم بسبب ردة فعل المسلمين على أي استفزاز جديد قد يقلب الطاولة على رؤوسهم فيذهب ملكهم وتسقط عروشهم.
في حين لم تقلقهم حرب الإبادة التي شنها كيان يهود على قطاع غزة طيلة 15 شهرا، وقتله وجرحه لأكثر من 150 ألفاً من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم تقلقهم مشاهد موت الأطفال هناك جوعا وبردا، ولا مشاهد الكلاب وهي تنهش أجساد الشهداء في الشوارع، ولا بيوت غزة ومدارسها ومستشفياتها ومساجدها التي أضحت أكواما من الركام، نعم لم يقلقهم كل ذلك، أما عندما تعلق الأمر بما قد يصل إلى عروشهم فأعلنوا عن قلقهم.
فحري بالأمة أن تأخذ هي زمام المبادرة وتستعيد السيطرة على دفة القيادة، فتخلع هؤلاء الحكام عن صدرها وتنصب مكانهم خليفة راشداً واحداً يخلصها من يهود وينقذها من أحلامهم التوراتية ومن كل مطامع وشرور الاستعمار، لتعود أمة حرة عزيزة.
رأيك في الموضوع