لقد بات واضحاً للقاصي والداني أن أمريكا هي التي تقف خلف طاغية الشام بشار أسد ونظامه المجرم وتعمل جاهدة بكل أساليبها الخبيثة ووسائلها القذرة وأدواتها الرخيصة للحيلولة دون سقوطه، ومعلوم أيضاً أنها هي التي تقف خلف صنع مآسي أهل الشام المتراكمة والمتزاحمة، وتصوير معاناتهم على أنها نتاج ثورتهم، وذلك كله لكي يركعوا ويخضعوا ويعودوا صاغرين لحضن عميلها طاغية الشام، وهذا بإذن الله لن يكون ما دام أهل الشام الثائرين المخلصين فيهم عرق ينبض.
لقد استطاع الغرب الكافر المستعمر بمساعدة عملائه من خونة العرب والترك وعلى رأسهم مجرم العصر عميل بريطانيا مصطفى كمال لعنة الله عليه، أن يسقط دولة الإسلام الخلافة العثمانية قبل قرن من الزمان.
وبغياب دولة الخلافة غاب الإسلام عن الحكم وغاب تطبيق معظم أحكامه إن لم تكن كلها، وفقد المسلمون بذلك حصنهم الحصين ودرعهم الواقي المتين، ووقعوا في براثن الاستعمار وكللهم الفقر والعوز والضعف والهوان وتسلط اللئام عليهم، رغم أن بلادهم هي بلاد الخيرات الزاخرة والثروات الوافرة، وأصبح الغرب المستعمر هو الذي يتمتع بثرواتهم ومقدراتهم ويمنعها عنهم ويحرمهم منها، ويمن عليهم بالفتات تحت شعار (حقوق الإنسان)، عبر منظمة الأمم المتحدة الاستعمارية ومؤسساتها الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
وعندما ثار المسلمون على عملاء الغرب المستعمر وأدواته الرويبضات من حكام دويلات الضرار وخرجوا عليهم، وقف هذا الغرب الكافر بكل صفاقة في صف تلك الأنظمة الخائنة العميلة ضد الشعوب الثائرة لإجهاض الثورات وإعادة الثائرين إلى حضن الأنظمة المجرمة وبطشها.
ومثال على ذلك ثورة الأمة في الشام التي أرّقت أمريكا التي استنفرت وجندت أدواتها من العملاء والأتباع والأشياع والحلفاء لإجهاض الثورة المباركة وحماية عميلها أسد من السقوط. ومعهم قادة فصائل مرتبطون وحكومات وظيفية تمعن في التضييق الممنهج على الناس ليخضعوا ويقبلوا بما تمليه عليهم أمريكا من حلول سياسية تعيدهم إلى بطش النظام وظلمه وجبروته.
لقد خرج أهل الشام المخلصون وضحوا بالنفس والنفيس وبالغالي والثمين من أجل إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه واجتثاثه من جذوره وتخليص الناس من شروره، وليس من أجل تحسين شروط العبودية أو ظروف المعيشة تحت نير حكم طاغية مجرم ظالم، ونظام حكم كافر يحارب الإسلام وأحكامه.
وحتى تنتصر هذه الثورة المباركة وتؤتي أكلها ثماراً طيبة مباركة، فلا بد للثائرين من الالتفاف حول قيادة سياسية واعية مخلصة والسير معها، قيادة سياسية لديها تصور لإنهاء آلام الناس ومعاناتهم بشكل جذري، قيادة تحمل مشروع خلاص من صميم عقيدة الأمة، ترسم خارطة طريق لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، بدل القبول بتغييرات شكلية تدفع أمريكا باتجاهها عبر فخ حلها السياسي القاتل الذي يثبت نظام الإجرام ويعاقب كل من خرج عليه في ثورة الشام.
من أجل ذلك وجب على أهل الشام رفض أي حلول ترقيعية أو (إصلاحات دستورية) تدفع باتجاهها أمريكا، والعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتحكم بالإسلام كاملاً، عبر دستور مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وما أرشدا إليه من إجماع صحابةٍ وقياس شرعي، ففي ذلك عز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
رأيك في الموضوع