قام رئيس وكالة المخابرات البريطانية (MI6) ريتشارد مور يوم الثلاثاء الماضي، بزيارة إلى رام الله على رأس وفد ضم دبلوماسيين بريطانيين وأجرى مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برفقة مسؤولين أمنيين آخرين، وتبعه في اليوم التالي مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز فقام هو الآخر بزيارة رام الله بعد زيارتهما لمسؤولين في كيان يهود. ووفقا لصحيفة القدس العربي ونقلاً عن مصدر فلسطيني مطلع فإن القيادة الفلسطينية بعثت برسائل مباشرة، إلى الإدارة الأمريكية مؤخرا، تشدد على ضرورة التدخل العاجل قبل الانهيار، وتطالب بضرورة التدخل الأمريكي والسماح للفلسطينيين بالقيام بمشاريع تساهم في زيادة الرفاه الاقتصادي، وتوقف كيان يهود عن القيام بخصومات كبيرة من أموال الضرائب المستحقة للسلطة. من جانبه أكد المفكر السياسي أحمد الخطواني، في تعليق كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: أنّ هذه الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أمنيون أمريكيون وبريطانيون إلى رام الله في التوقيت نفسه، تدل على أنّ السلطة الفلسطينية غارقة في مأزق سياسي وأمني واقتصادي عميق، وأنّ السلطة وكأنّها تستنجد بأمريكا وبريطانيا خشية السقوط، خاصة بعد حرب غزة، وبعد افتضاح أمر السلطة أمام الرأي العام الفلسطيني نتيجة لممارساتها الإجرامية بحق الفلسطينيين كقتل الناشط نزار بنات، وأخيراً بسبب تكثيف إجراءات كيان يهود الاستيطانية ضد الفلسطينيين. واعتبر التعليق: أنه لهذه الأسباب وأمثالها أوفدت أمريكا وبريطانيا رئيسي المخابرات على عجل لمعالجة أزمات السلطة التي يبدو أنّهم اعتبروها أزمات وجودية تؤثّر على استمرار بقاء السلطة نفسها. وختم التعليق مشددا: أن الغرب مُمثلاً بأمريكا وبريطانيا ما زال يرى في بقاء السلطة مصلحة استراتيجية له ولكيان يهود، وبما أنّه لا يملك علاجاً سياسياً آنياً لسلطة فاقدة للشرعية، ومن هنا جاء إرسال بيرنز الأمريكي ومور البريطاني لمدها بإكسير الحياة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
رأيك في الموضوع