توصل النظام السوري المجرم و"معارضون" له في محافظة درعا إلى اتفاق يقضي بتسليم الأسلحة الخفيفة المتبقية بيد "معارضين" سابقين وكذلك نصب عدد من الحواجز العسكرية وعمل تسويات مقابل فك الحصار المفروض منذ شهر على "درعا البلد"، وإيقاف عملية عسكرية كان النظام يحشد لها منذ أيام، وفق مصدر محلي.
وبناء على ذلك أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بيانا صحفيا، وجه فيه الخطاب إلى أهل سوريا قائلا: "منذ أن تم تسليم محافظة درعا بتآمر من قيادات الفصائل المرتبطة وبتواطؤ من غرفة العمليات "الموك" قبل ثلاث سنوات مضت؛ ودرعا لم تخرج عن ركب الثورة ساعة واحدة، فالمظاهرات فيها لم تتوقف، وكذلك الأعمال المناهضة لنظام أسد المجرم، الذي عجز في الحد من هذه النشاطات أو إيقافها فهو ما فتئ يبرم الاتفاقيات تلو الاتفاقيات مع كثير من المناطق في درعا طمعاً بأن تتوقف هذه الأعمال ولكنه عبثاً يحاول فوتيرة الأعمال في تزايد والرقعة في اتساع واليوم مدينة درعا تتصدر المشهد كما كانت عليه في بداية الثورة".
وعن دور القيادات المتخاذلة في التآمر على ثورة الشام، قال البيان: "ومرة أخرى يتجدد دور القيادات المرتبطة المتخاذلة؛ التي كانت ولا زالت تمثل له طوق النجاة من مصير محتوم، فما إن عادت درعا للواجهة من جديد حتى تصدر المشهد من سلم البلاد عام 2018 من بوابة اللجنة المركزية، فكلفت نفسها مهمة التفاوض مع النظام وتسليمه ما تبقى من البلاد بعد أن عجز عن فرض سيطرته عليها سابقاً، اتفاق أقل ما يُقال عن بنوده إنها مبهمة وخبيثة تشابه بنود مؤتمرات التآمر في أستانة وجنيف، عشرات من الجنود والآليات دخلت درعا بموجب هذا الاتفاق، كان الهدف من دخولها تقطيع أوصال المدينة، والتفرد بأبنائها وإكمال مهمة السيطرة، وبالتالي القضاء على مهد الثورة في درعا".
وإلى أهل درعا خاصة قال البيان: "يا أهلنا في درعا، أنتم مهد ثورة الكرامة وشرارتها الأولى، فلا تنقادوا لقيادات رضيت لنفسها أن تكون أدوات بيد أعداء الثورة ولا تملك من قرارها شيئا، فالثبات الثبات، وإياكم والركون للظالمين فهذا والله الخسران المبين".
ثم توجه البيان بالنداء مرة أخرى إلى أهل الشام عامة، قائلا: "لقد أدركتم جيدا أن السبب الرئيس لما آلت إليه ثورة الشام يرجع إلى هذه المنظومة الفصائلية وقياداتها التي أكلت من المال السياسي الحرام؛ وارتبطت بما يسمى الدول الداعمة، وبالتالي فإن هذه المنظومة المرتبطة لن تحرك ساكنا نصرة لأهلنا في درعا؛ لأنها ليست صاحبة قرار.
وختم البيان بنصيحة: "وللخروج من عنق الزجاجة يجب عليكم أن تعتصموا بحبل الله وحده، وتتبنوا مشروعا سياسيا واضحا منبثقا عن عقيدة الإسلام ودين الله عز وجل، وأن تكون لكم قيادة سياسية واعية ومخلصة تكون بمثابة ربان السفينة، تكشف لكم المؤامرات والفخاخ التي ينصبها أعداء الإسلام وأعداء ثورة الشام؛ وترسم لكم الطريق المستقيم الذي تسلكونه للوصول إلى بر الأمان، وما عدا ذلك ستبقى تتقاذفكم الأمواج المتلاطمة حتى تغرق سفينتكم؛ ولات حين مندم، فهل نتدارك ثورتنا وننقذ أنفسنا وأعراضنا وتضحياتنا قبل فوات الأوان؟"
رأيك في الموضوع