نشر موقع (القدس العربي، الثلاثاء، 19 صفر 1442هـ، 06/10/2020م) خبرا قال فيه: "وقع وفدا المجلس الأعلى للدولة الليبي ومجلس النواب بطبرق (شرق)، الثلاثاء، بالمغرب على مسودة اتفاق معايير اختيار المناصب السيادية.
ووقع على محضر الاتفاق، في بلدة هرهورة، بضواحي العاصمة الرباط، فوزي العقاب، رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي، ويوسف العقوري، رئيس وفد مجلس النواب بطبرق (شرق)، عقب انتهاء الجولة الثانية من الحوار الليبي الذي انعقد بمدينة بوزنيقة المغربية، منذ يوم الجمعة.
ويتعلق الاتفاق بتطبيق المادة 15 من اتفاق الصخيرات (الموقع في 17 كانون الأول/ديسمبر 2015).
وتشير المادة في فقرتها الأولى إلى أن "مجلس النواب يقوم بالتشاور مع مجلس الدولة (..) بالوصول لتوافق حول شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية التالية: محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس جهاز مكافحة الفساد، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس المحكمة العليا، والنائب العام".
وفي الفقرة الثانية من المادة، توضح أنه "على إثر تنفيذ الفقرة الأولى من هذه المادة، يتطلب تعيين وإعفاء شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية المُبينة في الفقرة السابقة موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب"."
الراية: من المعلوم أن بريطانيا هي التي صاغت اتفاق الصخيرات وقدمته لمجلس الأمن الدولي فوافق عليه بالإجماع ولم تستطع أمريكا معارضته لأنه وجد له رأي عام دولي باعتباره أوجد حلا للنزاع في ليبيا ووافقت عليه كافة الأطراف السياسية المحلية العميلة لبريطانيا. وما زالت بريطانيا ترتب هذه الحوارات وتصوغ القرارات لطرفي الحوار. ولم تتمكن أمريكا التي تنافسها من السيطرة على الوسط السياسي التابع لها. وتراهن أمريكا على عميلها حفتر الذي أعلن يوم 27/4/2020 إسقاط اتفاق الصخيرات وإعلان نفسه قائدا لعموم ليبيا بعد صراعه مع عقيلة صالح رئيس البرلمان في طبرق. ولكن لم يعترف له أحد بذلك. وتمكنت بريطانيا بألاعيبها الخبيثة من إبعاده عن العاصمة، فظهر كأنه الطرف المهزوم، ولهذا قامت بريطانيا بعقد جلسات الحوار الأخيرة في المغرب بين الأطراف السياسية التابعة لها.
إن الصراع الدولي في ليبيا على النفوذ ونهب الثروات هو بين أمريكا وأوروبا وخاصة بريطانيا، وأما طرفا الحوار في ليبيا فهمّهم المناصب، وقد قبلوا لأنفسهم بأن يكونوا أدوات للمستعمرين، فلا يفكرون في التخلص من التبعية لهؤلاء المستعمرين المتصارعين على بلدهم والناهبين لثرواته، ولا في إيجاد النظام الصحيح على أساس دينهم الحنيف الذي يسعدهم في الدنيا والآخرة.
رأيك في الموضوع