في 11 تموز/يوليو 1995م، اجتاحت القوات الصربية جيب سربرينيتشا المسلم في البوسنة، حيث لجأ عشرات الآلاف من المسلمين من هجوم الجيش الصربي في شمال شرق البوسنة. وكانت الأمم المتحدة قد صنفت المدينة كـ"منطقة آمنة" وأعلنت أنها تحت حمايتها. وفي الأيام التي أعقبت الاستيلاء على سربرينيتشا، أعدم الصرب 8000 رجل وصبي مسلم بدم بارد. وقد وصفت بأنها أسوأ فظاعة على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وإلى جانب المذبحة، طُرد من المدينة ما بين 25 و30 ألفا من النساء والأطفال والمسنين المسلمين كجزء من حملة التطهير العرقي الوحشية للمسلمين من الأراضي المتاخمة لجمهورية صربيا. وقد وعدت الأمم المتحدة مسلمي سربرينيتشا بالحماية، ولكن هذه الحماية لم تأت أبداً. وقد وُعدوا بأن توقف الحكومات الغربية الهجوم الصربي من خلال حلف شمال الأطلسي ولكن هذه المساعدة لم تتحقق أبداً.
لم تكن الإبادة الجماعية في سربرينيتشا سوى واحدة من سلسلة الفظائع التي ارتكبتها القوات الصربية ضد مسلمي البوسنة في حرب البوسنة بينما كانت حكومات العالم - المسلمين وغير المسلمين - تراقبها.
وفي السنوات التي أعقبت مذبحة سربرينيتشا، وعد العالم بأن ما جرى "لن يتكرر أبدا" وأن الدروس ستستخلص من هذه البقعة المظلمة في التاريخ الحديث. ومع ذلك، نرى اليوم المذابح والجرائم التي ارتُكبت في حرب البوسنة والإبادة الجماعية في سربرينيتشا، نراها تتكرر ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك في سوريا وميانمار وكشمير وفلسطين واليمن وتركستان الشرقية والهند، بينما يراقب العالم مرة أخرى. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ». فما هي الدروس الحقيقية التي ينبغي استخلاصها من هذه المأساة الإنسانية؟ وكيف يمكن لذكرى أحداث الماضي الوحشية أن تساعدنا على إعادة تشكيل مستقبلنا كمسلمين لتحقيق الأمن والعدالة؟ كيف يمكننا كسر إرث الإبادة الجماعية التي تعاني منها أمتنا... حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه؟ هذا ما سنقوم بتوضيحه من خلال هذه الحملة، إن شاء الله.
رأيك في الموضوع