الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
ماذا بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة؟ وكيف يسهم ذلك الاتفاق في التقدم خطوة نحو تحرير فلسطين؟ وما هي معالم النضال المتفق عليه في ذلك الاتفاق؟ وما هي المحطات التالية على طريق التحرير؟ ذلك الطريق العسكري الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية جميعها طريقا وحيدا للتحرير، عندما انطلقت، وعندما تسلّحت، وعندما قاتلت، وعندما ارتقت أرواح مقاتليها إلى بارئها صادعة بالشهادة.
من المعروف بداهة أن قضية المسجد الأقصى هي قضية عقدية إسلامية، ولذلك لا يستقيم للحركات والفصائل العلمانية - التي تُنكر اتخاذ الإسلام حَكَما في الحياة وفي القضايا - أن تدّعي أنها قضيتها، ولا يمكن لها أن تستنفر ضد حرب التهويد (الديني) المتصاعدة التي يتحدى فيها كيان يهود المجرم أمة الإسلام وقرآنها، ولا أن تفهم خطورة مشروع التقسيم فيه بين اليهودية والإسلام.
هذا التناقض الفكري والثقافي بين حمل العلمانية وبين ادعاء حمل قضية المسجد الأقصى (الإسلامية) هو حقيقة سياسية
لا يمكن فصل ما يجري من تهويد متصاعد للمسجد الأقصى ومن مشروع التقسيم فيه، ومن عدوان على أهله وعلى المرابطين فيه، عن طبيعة الحكومة الليكودية المجرمة والأشد عداوة على الإسلام وعلى أهل فلسطين، والتي جمعت ما بين الرؤية السياسية المتمسّكة بالسيادة اليهودية الكاملة على فلسطين والرافضة لحل الدولتين، مع النظرات التلمودية للأحزاب المتطرفة،
منذ منتصف القرن الماضي، تعاقب الرؤساء الأمريكان وتبدّلت الأجواء الدولية وتغيّر المسرح الدولي، ولم تتزحزح الرؤية الأمريكية عن غاية تحقيق حل الدولتين عبر المفاوضات، ومع ذلك ظلّت واشنطن قبلة قادة منظمة التحرير بل (التفاوض والتفريط) الفلسطينية، وبدل أن يتوقف مشهد المفاوضات الهزلي فإنه يستقطب لاعبين جددا، ممن يريدون أن ينضموا إلى جوقة اللاهثين خلف الوعود الأمريكية، ومن الذين صاروا يُصوّرون المقاومة على أنها "ورقة ضغط" على طاولة المفاوضات الأمريكية، وصاروا يعتبرون الدويلة الموعودة (أمريكياً) محل توافق وطني، ولذلك برزوا كمنافسين لقادة المنظمة على مسرح العلاقات الدولية، وفي أروقة الأنظمة العربية، ليستمر المشهد المخزي والمضلل.
تصاعدت أصداء الحرب الإعلامية التي يشنّها رموز سلطة رام الله على غزة تحت عنوان "خطوات حاسمة-غير مسبوقة" من أجل الحفاظ على الوحدة والثوابت، وقُوبلت بالردود الساخنة من قبل سلطة غزة تحت عناوين الثوابت نفسها من مثل: "حماس لن تبيع ثوابت شعبها بلقمة مسمومة"، بينما ظلّ أهل غزة تحت المعاناة وشقاء العيش
برزت ظاهرة الإثارة الإعلامية في سياسة الرئيس الأمريكي الجديد عبر التصريحات الشاذة ثم التراجع عنها، وإعادة ضبط الموجة بالرؤى الاستراتيجية الأمريكية، ومن ذلك تصريحاته خلال زيارة رئيسوزراء كيان يهود نتنياهو لواشنطن الشهر الماضي، بأنه لن يصر بعد الآن على حل الدولتين، وقال
مع أن أمريكا في ختام حالة البطة العرجاء، إن لم نقل الكسحاء، وهي في مرحلة الانتقال الرئاسي، علت نبرة الحديث عن الحراك السياسي نحو "حل الدولتين"، مع إطلاق "رؤية كيري الشاملة"، وهذا المقال يسلط الضوء على تلك الرؤية ومفاعيلها.
تضمنت تلك الرؤية "ستة مبادئ كبرى"، كأساس لمفاوضات الحل النهائي، أهمها الدولة الفلسطينية "غير المعسكرة"، مجاورة لدولة
إذا كان الدور الذي لأجله وجد الجيش غائبا، فلماذا التسلّح إذًا؟ سؤال يتبادر للذهن لدى متابعة أخبار صفقات السلاح التي تُبرمها وتُنفذها أمريكا مع عدد من الدول العربية، وخصوصا تلك التي تغطّ في سبات سياسي عميق، يُسكرها عن أي فعل عسكري في خدمة الأمة، من مثل الكويت
عندما كانت أمريكا غارقة في عزلتها خلف المحيطات، كانت القوى الأوروبية الاستعمارية (فرنسا وبريطانيا) تقضمان جثة الخلافة العثمانية قطعة قطعة، وتتقاسمان تركتها، وتخططان لمنع عودتها من جديد، حسب معاهدة "سايكس بيكو" الموقعة عام 1916، وفيها اتفقت بريطانيا مع فرنسا - باطلاع وموافقة روسيا - على تدويل فلسطين، على أن "تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين) يعين شكلها بعد استشارة روسيا بالاتفاق مع
جرت العادة أن يُطلق مصطلح "المستوطنات" على التجمعات السكنية اليهودية في مناطق الضفة الغربية، وقطاع غزة قبل انسحاب يهود منه، وهذا الاصطلاح يتضمن إشكالية فكرية سياسية من زاويتين: الأولى أن المستوطنة هي في الحقيقة أرض "مغتصبة" من أصحابها، تم نزعها من
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني