(مترجم)
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها! يعاني إخوانكم مسلمو تركستان الشرقية أشد المصائب، وهم الذين يعتنقون الإسلام منذ ألف سنة، ويعضون عليه بنواجذهم. فقد انصهرت الشعوب التركية في تركستان الشرقية والغربية مثل الأوزبيك، والطاجيك والكازاخ والقرغيز تحت قيادة دولة قاراخان في القرن الرابع الهجري، انصهروا جميعا في بوتقة الإسلام العظيم.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بعد احتلال المستعمر الصيني كافحت شعوب تركستان ضد الصين بكل جهد وصمود. ورغم ذلك في سنة 1949م احتلت الصين فعليا تركستان الشرقية. ومنذ ذلك اليوم ولا يزال مسلمو تركستان الشرقية يتعرضون للمذابح والمجازر الوحشية على يد النظام الصيني المجرم.
تسيطر الصين الشيوعية على ثروات تركستان الشرقية من ناحية، ومن ناحية أخرى فهي تتبع سياسة قتل وقمع مسلمي الإيغور الذين يشكلون الجزء الأكبر من سكان المنطقة.
كما تعتمد الصين سياسة (تصيين) المسلمين، ويُلقى من اعترض منهم على هذه السياسة في السجون الجماعية، ويعذبون أشد تعذيب، ونتيجة لذلك أصبحت تركستان الشرقية "سجنا كبيرا".
إن الكلام يعجز عن التعبير عن وحشية الجرائم التي تقترفها الصين الشيوعية في تركستان الشرقية.
لقد قتلت الصين المجرمة 35 مليونا من المسلمين بأساليب وحشية مختلفة منذ احتلالها لتركستان الشرقية. وفي سنة 2016م بنت المعتقلات العسكرية التي تُسمى "معسكرات إعادة التثقيف" ويضعون فيها من 3 إلى 5 ملايين من المسلمين.
ويلقن في تلك المعتقلات الشيوخ والأطفال والنساء والمرضى والأغنياء والأشخاص النافذون والعلماء والأساتذة والمثقفون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و75 سنة بالثقافة الصينية. وبسبب الأوضاع السيئة في المعتقلات العسكرية يزداد عدد القتلى يوما بعد يوم.
كما تجبر الحكومة الصينية الفتيات المسلمات على الزواج من الرجال الصينيين الكفار. وتُرَحِّلهن إلى المناطق الصينية للاستعمال الجماعي. ومؤخرا أعلنت شركتان مشهورتان عن بيع الفتيات المسلمات اللواتي يعملن فيها بأسعار رخيصة.
وقد سُلّم أكثر من مليون طفل إلى معتقلات الأطفال التي تُسمى "بيت المحبة" أو سُلِّموا إلى عائلات صينية لتثقيفهم بالثقافة الشيوعية بعدما أُخِذَ آباؤهم وأمهاتهم إلى المعتقلات العسكرية. ويسكن الرجال الصينيون في بيوت الأخوات المسلمات اللواتي اعتُقِلَ أقاربهن أو أزواجهن ليبيتوا عندهن. ووفق الأخبار الرسمية التي أعلنتها الحكومة الصينية في سنة 2018م فقد بات الرجال الصينيون عند العائلات المسلمة 30 مليون مرة. ويجري ذلك تحت المشروع المسمى "القرابة التوأمية".
وهُدِمَ 25 ألف مسجد، وحولت المساجد التاريخية إلى أماكن للترفيه. وحُرقت المصاحف في بيوت المسلمين. وحُظر عليهم الصوم والصلاة وحتى إلقاء تحية "السلام عليكم" عند التقائهم.
ووفق رواية أختنا التي خرجت من المعتقل العسكري فإنها عندما تعرضت للتعذيب الشديد لم تستطع أن تصبر على العذاب وخرجت من فمها كلمة "الله" فسخر منها الشرطي الصيني وقال: "ادعي إلهك لينجيك!" وبدأ يُعذبها تعذيبا شديدا. وبحسب ما أفادت فإن المسلمين يعاملون كأنهم مرضى خطيرون. كما أن الحكومة الصينية تجري سياسة عزل المسلمين الإيغور تماما عن الخارج لكي لا تنتشر أخبار معاناتهم. وحصر العلاقة لمن كان أقاربهم في خارج البلاد، لتخفي جرائمها الفظيعة وتظهرهم للعالم باعتبارهم إرهابيين. وترتكب الحكومة الصينية الشيوعية جرائمها هذه أمام سمع وبصر العالم.
إن صمت حكام المسلمين الذين يُشاهدون تعذيب المسلمين في تركستان الشرقية وعدم تفوههم بأي كلمة، هو الذي يشجع الصين على ارتكاب جرائمها. فإن حكام المسلمين الخونة يتعامون عن قتل المسلمين الإيغور مقابل الدولارات التي يحصلون عليها من وراء المعاهدات التجارية مع الصين. ولم يخرج صوت أي من حكام المسلمين رغم كونهم من الشعوب التركية مثل حكام تركيا، وقرغيزستان وكازاخستان وأوزبيكستان...إلخ، بل إنهم يُسَلِّمُون اللاجئين والمهاجرين الإيغور إلى حكومة الصين.
أيد حكام العرب وصف الصين للإيغور بالإرهابيين، وقالوا بأن هذه مسألة داخلية لحكومة الصين. فكيف يستفيدون من الدولارات التي تأتي بدل سكوتهم عن تعذيب المسلمين الإيغور؟!
ألم تصلهم صرخاتهم التي تهزّ العرش بعد؟ متى سيسمعون نداءهم؟ أيظنون أن العالم لا يعرف أن جبنهم هو ما يُشَجِّعُ الصين الظالمة؟ كلا ولا يخفى على الله، وإن الله سيُظهر خيانتهم!
أيها المسلمون! اسمعوا صرخات المسلمين الإيغور المستضعفين! الحكام الخائنون تركوهم للصين الشيوعية، فلا تتركوهم أنتم، ولا تصمّوا آذانكم عن استغاثاتهم كما يفعل الحكام المجرمون. استنفروا جيوشكم لإيقاف ظلم الصين.
عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أَنَّ رسول اللَّه eقال: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يظْلِمُه، ولا يُسْلِمهُ، منْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّج عنْ مُسْلِمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يوْمَ الْقِيامَةِ، ومَنْ ستر مُسْلِماً سَتَرهُ اللَّهُ يَوْم الْقِيَامَةِ» متفقٌ عليه.
الوقت يجري وصرخات المسلمين تشتد يوما بعد يوم، وهم محتاجون لنصرتكم، هم محتاجون للحكام الشجعان الذين ينقذونهم من أيدي الصين الظالمة، ويطلبون محاسبتها على جرائمها.
أيها المسلمون! إن الإجراء الحقيقي لإنقاذ الإيغور من الصين الظالمة ليس بمقاطعة المنتجات الصينية، كما أنه لن تنقذهم أمريكا ولا الأمم المتحدة الكاذبة، فهما اللذان يأخذان قوتهم من دماء المسلمين وثرواتهم، وهم من يذبحونهم في حربهم التجارية، يستعملونهم لمصالحهم ويستغلونهم، وعندما لا ينالون مصلحة يتركونهم إلى الظالمين.
لن ينقذهم إلا الخلفاء الشجعان مثل الخليفة المعتصم بالله الذي يسمع صرخات المسلمين فيُحضر الجيش ضد العدو. «إنما الإمام جُنَّة يُقاتل من ورائه ويتَّقى به».
أيها المسلمون! لذلك اعملوا لإعادة الخليفة العادل والشجاع. وحينئذ سيتخلص المسلمون من الظلم وسينالون السعادة في الدنيا والآخرة كما وعد الله المؤمنين الصادقين. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾.
بقلم: الأستاذة آسيا الإيغورية
رأيك في الموضوع