قبل سنوات ستٍّ مضت، خرج جبريل الرجوب أحد أزلام السلطة ليقول على قناة تابعة لكيان الاحتلال "مين أحسن يشوفوا صبايانا محجبات ولا لابسات شورتات"!! فالسلطة التي تعيش تحت بساطير الاحتلال، ووجدت لحفظ أمن المحتل وحمايته كما صرَّح رئيسها عباس، تريد من أهل فلسطين أن يصبحوا حراساً لعقيدة التنسيق الأمني، ويكونوا دعاةً لمفاهيم الرذيلة والانحلال. فهي لم تترك طريقاً للتفريط بفلسطين وتقزيم قضيتها إلا سلكته، كما لم تترك ثغرة تحفظ على أهل فلسطين المسلمين دينهم وتصون أعراضهم إلا وفتحتها على وُسعها واجتهدت لأجل تدميرها.
لم ينسَ أهل فلسطين مقولة الرجوب، بل سيخلدها التاريخ في صحيفته وصحيفة سلطته السوداء، وستحفظها الأمة لهم عاراً أبدياً. كما لم تنس السلطة وظيفتها في تدمير المنظومة الخلقية والثقافية عند الأجيال. فها هي وزارة التربية خلال السنوات الأخيرة تسعى عبر الأنشطة اللامنهجية لنشر ثقافة الرقص والغناء والفجور في أوساط الطلبة، تهدم حياءهم وتمسخ قضية فلسطين في أذهانهم. فبدل شعارات التحرير والطلقة الأولى، سيصبح شعار الأجيال إن ساروا خلف السلطة لا قدر الله: التحرير بالدبكة الشعبية!! وليس عجيباً أن نرى ممثلي السلطة في بلاط الأمم المتحدة يرقصون ويدبكون لإثبات حق أهل فلسطين في أرضهم!
الشورتات التي يريد الرجوب من المسلمات في فلسطين ارتداءها لنيل إعجاب يهود، ألبستها السلطة عبر وزارة الرياضة لفرق الرياضة للفتيات التي "تمثل فلسطين" في الخارج في مباريات نسائية يدرب الفرقَ فيها رجال، تتعرى أمامهم بناتنا ضاربين عرض الحائط بدين الله وشريعته، ودون أي بقية باقية من حياء أو خجل. كما تُلبس البنطال والفستان المطرز للفتيات في المدارس ليدبكن ويرقصن في المناسبات (الوطنية) كيوم الأرض وذكرى الانتفاضة ووعد بلفور... في مهازل يندى لها جبين الأحرار. ففي أي أمة يصبح الاختلاط والرقص طريقاً للتحرر من الاحتلال إلا عند أرخص سلطة في التاريخ؟!
تروج السلطة لهذه النشاطات التي تقوم بها عبر وزارة التربية والتعليم ووزارة الرياضة والشباب وغيرهما، وعبر وسائل الإعلام المحلية على أنها خطوات نضالية، ووسائل للكفاح السلمي، بأسلوب رخيص مكشوف، أقل ما يقال فيه إنَّه مشاركة في نشر الفاحشة، وحبٌّ لإشاعتها في المؤمنين، مثل الخبر الذي نقله موقع رام الله الإخباري: "بدأ منتخبنا النسوي للواعدات، صباح اليوم الجمعة، استعداداته على ملعب ماجد أسعد بمدينة البيرة، تحضيرا للمشاركة في بطولة غرب آسيا تحت 15 عاماً". كما نقلت وكالة معا الخبر التالي: "نظمت وزارة التربية والتعليم العالي المسابقة المركزية للعروض الرياضية للمرحلة الأساسية العليا والدنيا للإناث، بمشاركة مديريات التربية والتعليم العالي. حيث تمت الفعاليات بحضور ممثلين (رجال) عن مديريات التربية واللجان ذات العلاقة. وذكر أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بتنظيم فعاليات رياضية تنشيطية للطلبة، وتعزيز ثقافتهم في هذا المجال، بما يسهم في رفع مستوى اللياقة البدنية لديهم ويبني شخصياتهم". منقول بتصرف
هكذا ترعى السلطة شؤون أهل فلسطين؛ بالحرص على وجود مدربين (رجال) لمتابعة لياقة الفتيات وتعزيز ثقافتهن في المجال الرياضي والفني، ضاربة عرض الحائط بمشاعر أهل فلسطين وغيرتهم على أعراضهم وبناتهم، سائرة في غِيِّها، تغذ السير في خدمة الغرب ومشاريعه على كافة الأصعدة.
فهل يسكت أهل فلسطين على وجود السلطة المنكَر ومنكراتها المتكررة؟! إن ندوب الظلم تتشبث ببيوت من صمت وشارك!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 24-25]
بقلم: الأستاذة بيان جمال
رأيك في الموضوع