منذ وصول الخميني سدة الحكم في إيران عام 1979م، وإيران تحاول بسط نفوذها الإقليمي، يساعدها في ذلك المصالح الأمريكية، فهي، أي إيران، تدور في فلك أمريكا، وقد أسست حزبها في لبنان وهو أهم وأكبر فصيل من حيث العدة والعدد، وهي لا تزال في حربها مع العراق التي دامت ثماني سنوات.
وبعد احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، تنفست إيران الصعداء، ودخلت بثقلها إلى العراق، وساهمت في إنقاذ القوات المحتلة من مقاومة شرسة، لتحولها إلى حرب طائفية، راح ضحيتها مئات الألوف من أبناء البلد. وأسست فصائل مسلحة ومليشيات تابعة لها، وبعد ذلك تمكنت بمليشياتها من التمركز في بلاد الشام على إثر ثورة سوريا، حتى بات وجودها عبئا على حاكم سوريا المجرم، وكذلك تمكنت من اليمن بدعمها مليشيات الحوثي.
وهكذا نرى أن إيران أوجدت لها خطوط دفاع بعيدا عن أراضيها، وأعلنت زورا وبهتانا أن هذا لأجل المقاومة وتحرير القدس.
فجاءت عملية طوفان الأقصى لتعري المتسربلين بغطاء المقاومة، وتفضح كذبهم، ولتسقط أكذوبة محور المقاومة التي صدعوا رؤوسنا بها، وقد مر قرابة العام على مجازر يهود ضد أهل غزة، بل وقام كيان يهود بتوجيه ضربات قاسية لإيران من اغتيالات لقادتها وقصف لسفارتها في سوريا وأخيرا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في أراضيها، ولم نسمع إلا تهديدا فارغا وصراخا صامتا!
وأخيرا وبعد أن أدرك كيان يهود أن إيران مستعدة للتخلي عن أي ذنب من أتباعها إذا اقتضت مصلحتها، توجه إلى حزبها في لبنان فصب جام غضبه عليه باغتيال قادته وتفجير أجهزة الاتصالات بعد اختراقها وتفخيخها، وتوجيه ضربات قاسية حصد بها الكثير من قادته، وأخيرا تمكن من اغتيال أمين عام الحزب، كل هذا يحدث وإيران تبحث مع أمريكا عن مفاوضات لوقف الحرب!
أما فيما يخص فصائل المقاومة في العراق فحالها يرثى له، لأن جميع هذه الفصائل يعتبرون حزب إيران في لبنان المنبع الذي ينهلون منه، والجميع يحاول تقليده، بل أوامره ونصائحه ماضية. فماذا تفعل وهي ترى هذا الصرح الذي رسمته في ذهنها يتهاوى، وقد تخلى عنه القريب قبل البعيد؟ ليس أمامها إلا الصراخ والعويل والتهديد، كما تفعل سيدتها إيران!
فقد أفادت كتائب "سيد الشهداء" إحدى أبرز الفصائل المسلحة العراقية، يوم الخميس الموافق 25/9/2024، بجهوزية الفصائل لحرب مفتوحة طويلة الأمد مع كيان يهود خلال المرحلة المقبلة. وقال القيادي في الكتائب عباس الزيدي، لوكالة شفق نيوز، إن "لدى فصائل المقاومة العراقية القدرة والجاهزية الكبيرة للدعم العسكري واللوجستي في حرب حزب الله ضد الكيان الصهيوني في لبنان، وأي دولة أخرى من دول محور المقاومة يتعرض إلى أي عدوان". وقامت بضربات إعلامية كسابقتها، فقد قامت هذه الفصائل، يوم الخميس الموافق 25/9/2024، باستهداف موقع عسكري في كيان يهود، بسرب من الطائرات المسيرة.
وجاء في بيان صادر عن "المقاومة الإسلامية في العراق"، أن مجاهديها شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة شمشون "مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية"، واستهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود يهود. كما أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل مسلحة، فجر يوم الجمعة الموافق 26/9/2024، شنها هجوماً على هدف لكيان يهود في هضبة الجولان. وذكر بيان صادر عن المقاومة، أن مقاتليها هاجموا "للمرة الثالثة فجر يوم الجمعة الموافق 27/9/2024 هدفاً في الجولان المحتل بواسطة الطيران المسيّر. (شفق نيوز)
فهل هذه الردود بمستوى الحدث؟!
ومع ضعف الرد لكننا نرى في المقابل تهديدا قويا من جانب كيان يهود، فقد توعد، مساء الأربعاء الموافق 24/9/2024، العراق بـ"فعل ما يلزم" للرد على الهجمات القادمة من الفصائل المسلحة في تهديد هو الأول من نوعه. وقال المتحدث باسم جيشه، دانيال هاغاري، في تصريحات صحفية: "نراقب عن كثب التهديدات التي تأتينا من العراق ونجمع المعلومات"، مردفاً: "سوف نفعل ما يلزم".
إن هذا الكيان المسخ ما كان ليتجرأ ويعبث ويهدد ويعربد لولا خيانة الحكام المجرمين وتخاذل جيوش المسلمين، فقضية تحرير مسرى رسول الله ﷺ هي قضية إسلامية، وهي أمانة في أعناق جميع المسلمين، والفرض آكد على أهل القوة والمنعة وجيوش الأمة، وليست هي قضية فصائل مسلحة تأتمر بأمر أنظمة خائنة. فنصرة أهل غزة وجميع المسلمين المستضعفين بيد جيوش المسلمين والله سائلهم عن كل قطرة دم زكية أريقت من المسلمين.
فيا جيوش المسلمين: لقد أقامت غزة عليكم الحجة بعد أن فضحت الكذابين والدجالين، فقوموا بواجبكم واستجيبوا لأمر ربكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
بقلم: الأستاذ أحمد الطائي – ولاية العراق
رأيك في الموضوع