جاء في البيان الختامي لمجلس وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني (الإسلامية النامية) (D-8) في إسطنبول، بعد اجتماع استثنائي للمجلس لمناقشة حرب كيان يهود المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، والذي تلاه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، جاء فيه مجموعة نقاط وهي:
"1- أنّ جرائم الاحتلال في غزة وصمة عار على جبين (إسرائيل).
2- يجب ممارسة ضغط دولي على (إسرائيل)، وعزلها، لوقف جرائمها في غزة، وإدخال المساعدات.
3- سيأتي يوم ستحاكم فيه (إسرائيل) وقادتها على جرائمهم في حق الفلسطينيين.
4- فلسطين ستصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وندعو الدول الأخرى إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
5- نعلن مرة أخرى في إسطنبول (دول الثماني) للعالم أجمع، أننا لا نستطيع أن نبقى صامتين في وجه القمع (الإسرائيلي) في غزة.
6- إن أولئك الذين يعارضون الاحتلال في أوكرانيا يقولون إن مقاومة الاحتلال في فلسطين جريمة.
7- لقد أظهرت غزة بوضوح ضعف وعدم كفاءة النظام الدولي.
8- ناقشنا ما يمكننا فعله معاً لوقف الجرائم الوحشية والإبادة في غزة.
9- لن نترك إخواننا الفلسطينيين لوحدهم، وسنستنفر كلّ إمكانياتنا من أجل تحقيق وقف عاجل ودائم لإطلاق النار في غزة، ومن أجل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
10- سنعمل بكلّ قوتنا من أجل إنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) وتطبيق حلّ الدولتين.
11- حكومة نتنياهو المتطرّفة تواصل اللعب بالنار، ولا يتراجع نتنياهو عن جعل مستقبل كل المنطقة بمن فيها شعبه بخطر كبير.
12- نقدّر جهود مصر وقطر في مساعي الوساطة بين الطرفين.. وسنواصل تقديم إسهاماتنا لدعم هذه الجهود.
13- الكارثة في غزة فضحت (التعامل بوجهين وبازدواجية معايير) لبعض الدول.
14- أكثر حقّ طبيعي للفلسطينيين هو إقامة دولتهم الخاصة المستقلة.
15- الدولة الفلسطينية معترف بها من عدد كبير من الدول حول العالم، ولكنها وبسبب الفيتو الأمريكي، لم تستطع أن تصبح عضواً في الأمم المتحدة أو أن يعترف بها رسمياً.
16- نحن مجموعة الثماني نريد أن ينتهي هذا الظلم بأسرع وقت ممكن.
17- نقدر مواقف كل الدول التي تقف في وجه هذا الظلم وانعدام العدالة.
18- نرى شجاعة بعض الدول الأوروبية في الاعتراف بدولة فلسطين كبارقة أمل.
19- وفي الإطار نفسه فإن الحراك داخل المجتمعات الغربية بمخالفة لمواقف الحكومات يعطي الشعور بأن الأمل بالمستقبل قائم.
20- مع مرور الوقت (إسرائيل) تنعزل أكثر وتصبح وحيدة.
21- نحن في مجموعة D-8 متفقون ومصمّمون على التعاون في دعم فلسطين، وألا يقتصر تعاوننا على الجانب الاقتصادي.
22- لا ننتظر حلاً من أحد.. بل نجتمع ونتشاور ونجد طريقاً لتحقيق أهدافنا والوصول إلى حلول.
23- الخطوات المشتركة التي اتخذناها في (الإعلان المشترك) خلال الاجتماع، ستزيد من الضغوط على (إسرائيل)، وسيسهم في دعم إخواننا الفلسطينيين بتحقيق حرّيتهم...".
إن مجموعة الدول الثماني (الإسلامية) النامية تضم كلا من: تركيا، ومصر، ونيجيريا، وباكستان، وإيران، وإندونيسيا، وماليزيا، وبنغلادش، وقد تأسست المجموعة في تركيا عام 1997، وتهدف إلى (تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية) بين الدول الأعضاء، إلا أنها (لأول مرة) تعقد اجتماعا لبحث قضية سياسية مثل القضية الفلسطينية.
إنّ المُدقّق في هذه النقاط الواردة في البيان الختامي للمجموعة يجدها مجرد أماني يتمنّى الحاضرون تحقيقها، فلا علاقة لها بالسياسة ولا بالعمل السياسي، وهي لا تعكس وجود أية إرادة أو جدية لتحقيقها، فالجمل يغلب عليها الجانب الوصفي وهي جمل إنشائية تُطالب جهات دولية مجهولة لتطبيق فحواها!
فعندما يقال مثلاً يجب ممارسة ضغط دولي على (إسرائيل)، فالسؤال المطروح هو من هي الجهة الدولية المطالبة بالضغط؟ لا توجد إجابة! ثمّ لماذا تُطالب المجموعة المجتمع الدولي الوهمي بينما لا يفعل قادة المجموعة ما يودون فعله، مع أنّ دولهم تملك من الجيوش والموارد والإمكانيات ما يؤهّلها للقيام بأعظم الأفعال؟!
ما الذي يمنعكم أيها القادة من القيام بالفعل العسكري والاقتصادي ضد كيان يهود؟ وما الذي يمنعكم حتى من مُجرد التلويح الفعلي باستخدام القوة ضد الكيان، وتعداد السكان في دول مجموعتكم يزيد عن المليار نسمة بينما عدد سكان كيان يهود لا يتجاوز السبعة ملايين نسمة؟!
أي هوانٍ بلغتموه وأنتم تطالبون وتستنكرون وتناقشون وتعلنون ولكنكم لا تفعلون شيئاً؟
أي ذلٍ يكتنفكم من أعلى رؤوسكم حتى أخمص أقدامكم وأنتم لا تُجيدون سوى لغة الاستجداء والتوسل من غيركم؟
لماذا شكرتم في بيانكم مصر وقطر على جهودهما في الوساطة لوقف القتال وأنتم تعلمون أنّ السيسي يُحاصر قطاع غزة بأشدّ ممّا تُحاصره دولة يهود، وأنّ قطر مُجرد ساعي بريد للأمريكان ولكيان يهود لا تملك لأهل غزة ضراً ولا نفعاً؟
لماذا تجتمعون وتفضحون أنفسكم بإثبات عجزكم وفشلكم في مجرد إدخال كيس طحين إلى قطاع غزة؟ فأنتم تملكون الموارد والإمكانيات الضخمة، لكنّكم لا تملكون إرادة استخدامها لنصرة فلسطين وللعمل على تحرير مسرى رسول الله ﷺ.
إنّكم لا تستطيعون تحقيق أي شيء نافع لشعوبكم فكيف ستستطيعون العمل على رفع الظلم والحصار عن غيركم وهم أهل غزة؟!
اعلموا جيداً أنّكم مجرد أصفار على الشمال في الموقف الدولي، فأولى لكم أنْ تصمتوا وتسكنوا، وإنّ ثرثرتكم الكلامية هذه لم تعد تقنع أحداً حتى من المغفّلين والبلهاء من أبناء هذه الأمّة.
أوقفوا مثل هذه الاجتماعات الهزلية العقيمة، ووفّروا مصاريفها وتكاليفها، وأنفقوها على المحتاجين إليها، فهو أرجى من إصدار مثل هذه البيانات السقيمة التي لا يقرؤها أحد إلا من يريد التندر عليها.
إنّ مجموعتكم هذه التي تُمثّل الدول الكبرى في بلاد المسلمين والتي يزيد تعدادها عن المليار نسمة لا يعرف عنها شيئاً غالبية المسلمين، وذلك لكونها لا تجتمع إلا كل عدة سنوات، وبسبب دورها الباهت في القضايا الإسلامية، وإذا اجتمعت فلا يخرج منها إلا الزبد من الجمل الصوتية الخاوية من أي مضمون، أو من الأماني والأحلام المنفصلة عن الواقع، فأولى لكم حلّ مجموعتكم هذه وإلغاؤها.
رأيك في الموضوع