الدولة في السودان عبارة عن "خيال مآتة"، تاركة الحبل على الغارب لكل من هب ودب، يتدخل في أخصص خصوصياتها، وأوجب واجباتها، فقد أورد موقع العهد أونلاين خبراً بعنوان: "السودان.. يونيسف تضخ ملايين الدولارات لطلاب الأساس"، جاء فيه: "كشف مسؤول أممي، أن منظمة اليونيسف، بدأت في تقديم منحة لـ5 ملايين من طلاب مرحلة الأساس، عبارة عن دولار لكل طالب، بما يعادل 4 ملايين و500 ألف دولار، تغطي أكثر من 11 ولاية من ولايات السودان".
وأوضح المسؤول الأممي - الذي فضل حجب اسمه لأنه غير مخول بالحديث للإعلام - بحسب الصيحة أن مدارس في ولايات الخرطوم، والقضارف، والجزيرة، وشمال كردفان، والنيل الابيض، ملأت الاستمارات الخاصة بتسلّم المنحة، والبعض الآخر قد تسلّمها بالفعل.
وقرّرت منظمة اليونيسف - حسب المصدر - تقديم المنحة لطلاب الأساس في 11 ولاية هي "الخرطوم، النيل الأبيض، القضارف، كسلا، نهر النيل، الجزيرة، شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب كردفان، شمال كردفان وولاية سنار"، وأن الجولة الأولى بدأت بالفعل في ولايات الخرطوم، النيل الأبيض، القضارف، كسلا وشمال كردفان، وأن الحملة مستمرة، وهناك فرق منتشرة في محليات الولايات المستهدفة لتوزيع الاستمارات على مديري المدارس بهدف حصر الطلاب، مشيراً إلى أن المبلغ المذكور يمكن لإدارات المدارس أن تستخدمة لشراء المستلزمات اللازمة للعملية التعليمية.
ما كان لمثل هذه المنظمة المشبوهة أن تتدخل لمساعدة الطلاب لولا غياب الدولة عن رعاية الشؤون، فدولة هذه حالها ليست جديرة بأن تحكم ولو ليوم واحد. فلو كانت لنا دولة مبدئية قائمة على أساس الإسلام، لقطعت مثل هذه التدخلات الآثمة المشبوهة.
فقد أورد موقع المشهد اليمني في 19/11/2021 ما يلي: (أثارت منظمة اليونسيف للطفولة التابعة للأمم المتحدة، موجة غضب عارمة، بسبب ترويجها للمثليين، والشذوذ بين الأطفال العرب. ونشرت المنظمة، صورة لطفل قالت إنه من مجتمع الميم "المثليين" مرفقة علم المثليين خلفه، داعية الأطفال العرب إلى مساندته بصفته أحد المناصرين للمثلية الجنسية. وكتبت المنظمة، إلى جانب صورة الطفل: روايري هولوهان، 16 سنة، هو ناشط في مجتمع الميم من آيرلندا ويناصر المساواة". وأضافت: "في اليوم العالمي للطفل لهذا العام، توجّه إلى (روايري) لتتعرف على مناصرين يافعين آخرين يتخذون موقفاً بشأن حقوق الطفل").
وأوردت الجزيرة نت في 7/4/2017: (كشف وزير التربية والتعليم اليمني عبد الله لملس عن رفض اليونيسيف التعامل مع الحكومة الشرعية لتمويل طباعة الكتب المدرسية بمطابع الوزارة في عدن والمكلا، بينما قامت بتمويل الحوثيين بألف طن من الورق ومستلزمات الكتب لطباعة المناهج في صنعاء، وهي التي تضمنت تغييرات "طائفية". وكشف أن الحوثيين حاولوا تغيير المناهج، ولكن صعب عليهم تغييرها في سنة أو سنتين، فتعمدوا استخدام أسهل الطرق عبر تعديل آيات قرآنية وأحاديث شريفة في صفحات محددة، وهو ما فعلوه مثلا في سورتيْ الشمس والنور، والإساءة للسيدة عائشة وحذف سيرتها من الكتب، وكذلك حذف أسماء الصحابة، وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان).
وأوردت العربية.نت في 12 نيسان/أبريل 2020: (اتهم ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، منظمة اليونيسف (منظمة تابعة للأمم المتحدة تعنى بشؤون الطفل والأمومة) بتنفيذ أجندات مشبوهة، من أجل تفكيك المجتمع الأسري في إيران.
وكتب علي شيرازي، في مقال نشرته وكالة تسنيم الإيرانية الأحد "إن تغيير نمط الحياة إلى الطريقة الغربية من ضمن مهام اليونيسيف في إيران، كما اعتبر أن المنظمة الأممية تتلقى ميزانيتها من "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، من أجل محاولة تنفيذ برامجها في البلاد باستخدام المؤسسات الدولية. إلى ذلك، اتهم اليونيسيف بـ"الترويج للغرب وتعزيز القيم الغربية في أذهان الأطفال تحت عنوان حقوق الأطفال الجميل". كما اعتبر "اليونيسيف خادمة للولايات المتحدة وليس لها أي غرض سوى تعزيز الثقافة الغربية". وفي المقابل، دعا إلى التصدي لتلك النوايا، كاتباً "يجب ألا نسمح بأي تغلغل للمنظمات الدولية التي تدافع عن الثقافة الغربية، حتى تتمكن من تنفيذ أهدافها الشريرة بأمان على أيدينا في جمهورية إيران الإسلامية").
فبالله عليكم كيف تسمحون لمنظمة غربية تعمل لحرف الطلاب وتغذية عقولهم بالمثلية وتشويه صورة الصحابة بأن يكون لها موطئ قدم في بلد 98% من أهله مسلمون؟!
إن الدولة في السودان بهذا السكوت عن هذا التدخل السافر من طرف هذه المنظمة الفاسدة بل وتركها توزع الأموال للطلاب لهو أمر في غاية الخطورة، لا سيما وأن تاريخ هذه المنظمة أسود ويسعى لنشر الحضارة الغربية من شذوذ ومثلية بين الطلاب والطالبات والحكومة سادرة في غيها ولا تبالي بما سيحدث لفلذات أكبادنا. فكان لا بد من إنكار هذا العمل لأنه يؤدي في نهاية المطاف إلى نشر أفكار الرذيلة والانحطاط كما حدث في اليمن، والوقوف وقفة رجل واحد لطرد مثل هذه المنظمة من البلد. ولا حل جذري لمنع منظمة اليونسيف وغيرها من المنظمات إلا بتنصيب خليفة للمسلمين، يتقون به ويقاتلون من ورائه، فيحفظ البلاد والعباد من تدخلات هذه المنظمات المشبوهة.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع