سخر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان؛ رئيس مجلس السيادة، من الحديث عن وجود جهات خارجية تدفع تحركات الجيش في الحدود مع إثيوبيا، وقال إن النزاع مع إثيوبيا قديم، وأشار خلال مخاطبته مبادرة القطاع العام لدعم الجيش، إلى أن هناك اتفاقا كاملا مع إثيوبيا، وعند زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا قضى أن تتولى القوات المسلحة قفل الحدود لمنع أي تسرب لأي جهة مسلحة، وزاد "هذا فعلاً ما قامت به القوات المسلحة في تأمين حدودها الدولية ولن تتعداها ولم تتعدها".
وقال البرهان إن السودان لا يريد أن يشعل حربا مع إثيوبيا بل يريد الوصول إلى حلول تحفظ حقوقنا والوصول إلى وضع علامات توضح أن هذه الأرض لنا، وزاد "متى ما تم الاعتراف أن هذه الأرض سودانية لا يوجد ما يعكر صفوة العلاقة مع إثيوبيا التي بيننا وبينها احترام"، وأضاف: "لكن الحق حق والفضل فضل".
وأكّد أن الحديث الذي يصدر الآن عن أن هذه الأرض إثيوبية يستدعي الدفاع، وزاد "لا نحتاج لأي جهة أن تملي علينا لحراسة أرضنا"، وأكد أن الجيش قام بهذه التحركات بتنسيق كامل بين أطراف الحكومة، حماية لأمن السودان والأمن الإقليمي، وحذر من أن أي صراع في المنطقة المعنية بين السودان وإثيوبيا سيهدد أمن العام أجمع. (نبض نيوز).
وكما صرح أيضاً في لقائه مع قيادات القوات المسلحة الموجودة على الحدود مع إثيوبيا: أن الأراضي المستردة سودانية خالصة، وأضاف: "صبرنا ٢٥ سنة وتاني ما بنصبر وسكتنا كتير وتاني ما بنسكت، وحنسكت لمتين؟ نحن نموت كلنا هنا"؛ يقصد على الحدود السودانية مع إثيوبيا. (الفشقة - أثير نيوز).
هل كل همك أيها البرهان أن تعترف إثيوبيا بأن الأرض التي يتم التنازع حولها هي سودانية؛ يعني الاعتراف بالحدود التي خطها المجرمان سايكس وبيكو، اللذان قسما البلاد بعناية فائقة، وجعلا بين كل دويلة وأخرى نقطة مشتعلة يتحاربون ويتقاتلون عليها، فتزهق الأنفس والمهج، وهذا ما يتمناه ويصبو إليه الكافر؛ عدو هذه الأمة، حتى لا توجه الجيوش أسلحتها للوجهة الصحيحة، وهي قتال أعداء الله تعالى؛ الذين امتهنوا كرامة هذه الأمة الكريمة، وانتهكوا حرماتها ودنسوا مقدساتها.
فيا برهان ألم يحركك بيت المقدس وهو يئن ويجأر تحت وطأة أرذل خلق الله إخوان القردة والخنازير، وحركتك قطعة أرض متنازع عليها؟! ألم تحركك صرخات النساء والشيوخ والأطفال في سوريا الأبية، وهم يبادون بأسلحة منها المحرمة دولياً، وقد تكالبت عليهم الأمم من كل حدب وصوب، وتتحدث عن قطعة أرض؟! وأنت في الوقت نفسه ترسل قواتك لقتل إخوة لنا في اليمن مشاركاً في هذا الحلف البغيض، فتقتل أهلها الذين أثنى عليهم رسول الله ﷺ، ووصفهم بأهل الحكمة مقابل حفنة من الدولارات، وإرضاء لأسيادك عنك!
فيا برهان ما لهذا كونت جيوش المسلمين، فالجيوش مهمتها عظيمة، فقد كانت تحرك لحمل الإسلام رسالة هدى للعالم، لإخراج البشرية من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، كانت الجيوش تحرس ثغور الإسلام، كانت الجيوش تحرك لنصرة المستضعفين في كل بقاع الدنيا، وها هو المعتصم خليفة المسلمين يحرك جيشاً عرمرماً لنصرة امرأة صرخت وا معتصماه؛ وذلك عملاً بقول الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾، وكانت هذه الصرخة سبباً لفتح عمورية التي استعصت على المسلمين سنين عددا، فما بالك بملايين الصرخات من المسلمين اليوم؟!
كان هذا هو عمل الجيوش عندما كانت تحركها دولة مبدئية تقوم على أساس عقيدة الإسلام، ولما هدمت هذه الدولة، أصبحت الجيوش تتحرك بأوامر أعداء الأمة، تتحرك لقتل المسلمين، مخالفة قول المعصوم عليه الصلاة والسلام: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» صحيح مسلم، وأصبحت تتحرك للاستعراضات العسكرية وتتقاتل على حدود وضعها الكفار المستعمرون أعداء الأمة.
بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع