قضية فلسطين ليست هي بالقضية الجديدة بل لقد بدأت فعلياً بالهدم الفعلي لدولة الخلافة العثمانية عام 1918م، بعد الحرب العالمية الأولى، ومنذ ذلك التاريخ وقضية فلسطين بيد الكفار يتلاعبون بها في دهاليز هيئة الأمم المتحدة؛ ليهيئوا المسلمين للقبولبيهود في الأرض المباركة فلسطين وما بعدها بحيث يكونكيان يهود خنجراً مسموماً في قلب الأمة الإسلامية، وهذا كله بسبب غياب دولة الإسلام والخليفة الراعي للمسلمين، فقد نصّب الغرب الكافرالمستعمر (بريطانيا، وفرنسا) على المسلمين بعد هدم خلافتهم، حكاماً عبيداً له وحراساً لمصالحه وكلاباً مسعورة على أمتهم. إن آخر مؤامرة تتعرض لها قضية فلسطين هي صفقة ترامب، ونحن في هذه الأيام تمر علينا ذكرى وفاة خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، ولعلنانتذكرموقفه الصلب من فلسطين وما تمثله هذه الأرض المباركة للمسلمين، فقد قال في رده على هرتزل: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يَميني، بل ملك الأمة الإسلامية. لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروَاها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مُزقِّت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أمَا وَأنَا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهَون عَليّ مِن أن أرى فلسطين قد بترت مِن دولة الخلافة وَهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة عَلى تشريح أجسَادنا ونحن على قيد الحيَاة".
هذا هو موقف الرجال الرجال، فشتان بين هذا الموقف وبين موقف حكام المسلمين اليوم، فهم حُراس ليهود فلا فرق بين حكام آل سعود وحكام بقية دويلات الخليج وحكام اليمن وحكام إيران وحكام الشام وشمال أفريقيا وبقية الحكام في بلاد المسلمين، فهم في العمالة والانبطاح يتسابقون، فما كان من تحت الطاولة من حوار مع يهود صار اليوم أمام الكاميرات، وما حكام الخليج وإيران وتركيا وآخرهم برهان أمريكا في السودان إلا دليل على ذلك.
وسابقاً حكام الأمس الهالكون سلموا الأرض المباركة ليهود في 1948م وفي 1967م، وقيدوا الجيوش والمخلصين ومنعوهم من إحدى الحسنيين إما تحرير الأرض المباركة أو الشهادة على أسوارها.
إنه واقع محزن يمر به المسلمون اليوم؛ بيع للمقدسات، قتل ودمار وتشريد، وإن كل ما نعانيه إنما هو تبعات هدم الخلافة العثمانية، وآثار الأنظمة التي استبدلت بنظام الإسلام أنظمة من وضع البشر جلبت للمسلمين الشقاء، إننا نرى سطوة الرأسمالية التي جعلتنا نعاني الفقر والجوع. ونرى فئة من إخواننا المسلمين افتتنوا بالديمقراطية الغربية، وكيف يسوقون لها كحل لواقعنا وللأسف. ورغم كل ذلك إلا أن الخير لا زال وسيظل بإذن الله في المسلمين.
فما هو الحل الجذري؟ إنه العمل مع جماعة من المسلمين تجعل العقيدة الإسلامية أساس فكرتها والأحكام الشرعية مقياساً لأعمالها، وهذه الجماعة موجودة بينكم وشبابها لا يكلون ولا يملون، بل يعملون ليل نهار لا يقفون عند سياج وضعه المستعمر، يدعون المسلمين إلى تحكيم شرع الله، ونبذ الصراعات، وكسر قيد الحدود ونبذ الأنظمة الوضعية والالتفاف حول إمام واحد وراية الإسلام في ظل خلافة على منهاج النبوة ترعى شؤونهم وتحمي مقدساتهم، إنه حزب التحرير.
فيا أبناء أمة الإسلام أجيبوا داعي الله ولتنضموا إلى إخوانكم في حزب التحرير العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية.إننا نضع بين أيدي الأمة الحل، ندعو أبناء الأمة إلى نبذ العملاء من الحكام والعمل معنا لإقامة دولة الخلافة، وندعو الجيوش فهم من أبناء هذه الأمة أن ينصروا دعاة الخلافة التي وعدنا الله سبحانه بها وبشرنا بها الرسول e.
فاللهم اجعلنا من حملة راية الإسلام بالدعوة والجهاد، وامنن علينا بخلافة راشدة على منهاج النبوة يعز فيها أهل طاعتك ويذل فيها أهل معصيتك وتحرر القدس والأندلس وكشمير وتركستان الشرقية والقوقاز وكل بلاد المسلمين، وتنشر الخير في ربوع الكون، إنك على كل شيء قدير.
بقلم: الأستاذ أسيد سلامة – اليمن
رأيك في الموضوع