قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عدد الهجمات المسلحة التي أدت إلى قتل جماعي في أمريكا كان مرتفعا جدا هذا العام.وعرفت حوادث القتل الجماعي هذه بكونها الهجمات المسلحة التي سقط فيها على الأقل أربعة جرحى أو قتلى، واستثنت من هذه الإحصاءات الهجمات التي سقط فيها ضحايا أقل من هذا العدد.وقالت لوموند إن مجموع القتلى في هجمات القتل الجماعي هذه بلغ حتى الآن 454، ومجموع الجرحى 1401.وأشارت إلى أنه خلال الأيام الـ238 الأولى من هذا العام كانت أطول فترة مرت على أمريكا دون هجوم مسلح هي أربعة أيام، وكانت في آذار/مارس.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم - الذي وقع في ساعة متأخرة يوم الأربعاء الماضي في لوس أنجلوس وقتل فيه 12 شخصا إضافة لمنفذ الهجوم - كان هو الهجوم رقم 374 منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
معدل الهجمات عام 2018 هو 1.20 هجوم مسلح في اليوم، عام 2016 كان المعدل 1.30 هجوم يوميا. وفي 21 آب/أغسطس 2017 وقعت ثماني هجمات مسلحة في يوم واحد.
تشير بعض الإحصائيات إلى أن اقتناء الأسلحة الشخصية في أمريكانتج عنه إرداء 7706 جرحى و2594 قتيلا بإطلاق النار في أمريكاما بين كانون الثاني/يناير 2013 وآذار/مارس 2018، والإحصائيات تفيد بأن الشرطة الأمريكية قتلت وجرحت أكثر من 55 ألف شخص في العام 2012، وهذا نتاج الثقافة العنصرية الموجهة ضد السود، ونتاج التمزق في المجتمع الأمريكي.
سي بي سي الكندية: حين تبحث في محرك البحث عن عدد جرائم القتل في أمريكا تجد أن أمريكياً يقتل بالسلاح كل 17 دقيقة، ومن كل ألف أمريكي يوجد تسعة في السجون، وفي كل سنة حوالي 100 ألف أمريكي يتعرضون للضرب بالرصاص، وفي كل يوم يتعرض 289 شخصا في المعدل لإطلاق النار، يموت منهم يوميا 89 شخصا، وينتحر 53 شخصا يوميا، لكنك لو بحثت عن عدد المقتولين على يد الشرطة الأمريكية يوميا لوجدت أنه لا يوجد إحصائيات رسمية البتة، وقد قام بعض الصحفيين بالبحث على مدار سنوات ليجد الحصيلة التالية: في العام 2014 قُتل على يد الشرطة الأمريكية 1143 شخصا، وفي العام 2013 قضى 1029 أمريكيا على يد الشرطة الأمريكية، وحين البحث في تلك الحالات تجد الغالبية الساحقة منهم فقراء أو ذوي بشرة سوداء، أو مختلين عقليا (30% تقريبا من المختلين) وبعض تلك الحالات هي من النوع المستحيل، مثل أن يكون الشخص في سيارة شرطة موثق اليدين، ومن ثم تدعي الشرطة بأنه أطلق الرصاص على رأس نفسه، وبالأمس القريب رصدت كاميرات في الشارع شرطيا يطلق 8 رصاصات على رجل أعزل يفر هاربا منه وليس لديه أي سلاح.
من السهل فهم كيف يقتل رجال الشرطة الأمريكان يوميا 3 أمريكان، وكيف يقتل الأمريكيون بعضهم بعضا يوميا بأرقام فلكية، وكيف تغص السجون بالمجرمين القتلة، إنها العلمانية، تفرغ الإنسان من كل قيمة إلا قيمة العبودية للسيد الرأسمالي، فإذا ما خلا من كل قيمة ركز كل جهده في الإنتاج وربط ذلك الإنتاج بدفع الفواتير، ومع ارتفاع نسبة الضغط النفسي والأمراض العصبية، وسهولة الحصول على السلاح فإنه من السهل أن نفهم كل تلك الجرائم، ومن السهل أيضا الحكم على هذه الحضارة بالفشل والتردي والانحطاط والإيذان بالأفول.
وتفيد الإحصائيات في بريطانيا مثلا بحسب بي بي سيأن 42% من البريطانيين يقيمون علاقات مع أكثر من شخص في الوقت ذاته، وأكثر من نصف الأمريكان يفعلون الشيء ذاته، وغالبية المواليد في بريطانيا (أكثر من خمسين بالمائة) غير شرعيين في عام 2016، بحسب التيليغراف البريطانية، وهناك يوميا ما معدله حوالي 83 ألف طفل لقطاء، أو تخلى عنهم آباؤهم أو سحبتهم الدولة من آبائهم ويعيشون مع عائلات ترعاهم غير والديهم في بريطانيا (إحصائيات 2016)، ونسبة الخيانة الزوجية في ألمانيا 46% من الرجال و43% من النساء، وفي فرنسا 55% من الرجال و32% من النساء، وهناك 19.7 حالة حمل من قاصر لكل ألف حالة حمل في بريطانيا بحسب الجارديان، (يعني تقريبا 2%)، أي أن هذه العلاقات التي قامت على تحقيق الحرية أفسدت المجتمعاتِ والأُسَرَ أيما إفساد!
العلمانية هي التي أفضت إلى أن تتعرض 20 مليون امرأة للاغتصاب والاعتداءات الجسدية في أمريكا، وأن واحدة من كل أربع نساء أمريكيات تعرضت للاعتداءات الجسدية بحسب تقارير على السي إن إن، يقول إفان ستارك مُعِدُّ دراسة للمكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية، التي فحصت 1360 سجلاً للنساء في المستشفيات: (إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق حتى ما يلحق بهنَّ من أذى نتيجة حوادث السيارات والسرقة والاغتصاب مجتمعة)! وأن نسبة 83% من النساء دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أُصِبْنَ بها - كان دخولهن نتيجة للضرب! وكتبت جريدة (PAYCHOLOGY TODAY) أن امرأة من كل عشر نسوة يضربها زوجها. وعقَّبت عليها جريدة (FAMILY RELATION) بقولها: (لا...، بل واحدة من كل امرأتين تتعرض للظلم والعدوان من قِبَل زوجها!).
العلمانية التي لم تحم الحقوق الصحية للمرأة في الولايات المتحدة، وبحسب وثيقة للأمم المتحدة يزيد احتمال تعرض النساء الأمريكيات من ذوات الأصول الأفريقية للوفاة خلال الأمراض المتعلقة بالحمل أربع مرات مقارنة بالنساء البيضاوات خلال العشرين عاما الماضية. وتزيد نسبة عدم تلقي رعاية أثناء الحمل بين الأمريكيات الأصليات والنساء من ألاسكا 3.6 مرات، والأمريكيات من أصول أفريقية 2.6 مرة والنساء اللاتينيات 2.5 مرة مقارنة بالنساء البيضاوات. حتى في النظرة للمرأة ما زالت العلمانية تنظر إلى لون بشرتها، وأصلها، أفلا يحق لنا أن نقول بأن العلمانية هي ضد المرأة؟
تتقاضى المرأة في كندا 72% مما يتقاضاه الرجل على العمل نفسه. سي بي سي: اتساع الفجوة في الأجور بين النساء والرجال في كندا لتصل إلى 72% حين قيامهما بالعمل نفسه مع امتلاكهما الخبرات ذاتها، وزيادة على ذلك تتحمل النساء عبء القيام بأعمال إضافية أكثر من دون أجر البتة، بناء على تقرير صدر عن أوكسفام كندا والمركز الكندي للسياسات البديلة في 7 آذار/مارس 2016. ويشير التقرير إلى أن الفجوة في الأجور كانت 74،4% في 2009، ثم في العام 2010 وصلت إلى 73،6%، ثم ازدادت الهوة في 2011 لتصل إلى 72% وبقيت النسبة اليوم في 2016 على نفس الفجوة المتمثلة بـ 72%. جدير بالذكر أن الفجوة في 2002 كانت 70.02%. ونفى التقرير أن يكون سبب الفجوة عمل النساء ساعات أقل، كما نفى أن يكون السبب التفاوت في التعليم أو الخبرات، بل أخذت جميع العوامل بالاعتبار، وركز التقرير على العمل في وظائف دائمية على مدار السنة، غير مؤقتة لتكون نتائجه أصوب. بعض الإحصاءات تشير إلى أن نسبة الفجوة في ربيع 2016م في أمريكاهي 79%، وكانت 59% في العام 1974م.
علاوة على ذلك فإن الأجور في أمريكاتتفاوت بحسب العِرق، فمثلا يتقاضى اللاتين الإسبان الرجال 32 ألف دولار في المتوسط وتتقاضى النساء 29 ألفا في السنة، تجد البيض من أصل أوروبي يتقاضى الرجال منهم 53 ألفا على الوظيفة نفسها وتتقاضى النساء البيضاوات 41 ألفا، أما الرجال من أصل أفريقي فإنهم يتقاضون 37 ألفا، وتتقاضى النساء من أصل أفريقي 33 ألفا، وبالتالي فإننا لو جعلنا الرجل الأبيض مقياسا للدخل، فإن النساء من أصل لاتيني إسباني يتقاضين 54%، وتتقاضى النساء من أصل أفريقي 63%، وتتقاضى النساء البيضاوات 78% من دخله. هذا، ويتبجح الغرب الديمقراطي بحقوق الإنسان وينشر دعوات حقوق المرأة في العالم الإسلامي وفي أرجاء الكرة الأرضية، تلك الدعوات التي يتلقفها أشباه المثقفين، ويجعلون الغرب قدوة لهم وأسوة، غير عالمين بأن التمييز يجري في دمه مجرى الدم!!
إنه لا ملجأ للبشرية ولا منجى إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتنقل البشرية من ظلمات العلمانية إلى نور الإسلام، ومن دركات الديمقراطية إلى عُلى الشورى، ومن انحدار البشرية لأدنى من البهائم مكانةً إلى درجة يرقى فيها البشر على سائر المخلوقات.
رأيك في الموضوع