قالت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" (التابعة لشرعية الرئيس هادي) إن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، عبر عن أسفه لما ورد في بيان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، الذي ظهر فيه منحازاً للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقال: إن هذا البيان يخلق حالة من الشك المستمر حول المعلومات والبيانات التي تعتمد عليها الأمم المتحدة ويطعن في مصداقيتها والتي سبق وأن أشارت إليها قوات التحالف في بيانات سابقة وآخرها المعلومات الواردة في تقرير الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
واستنكر المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف هذا الموقف المنحاز فإنه يؤكد الحاجة إلى أن تراجع الأمم المتحدة آلية العمل الإنساني وكفاءة موظفيها العاملين في اليمن ومراقبة أدائهم مجدداً، ومطالباً الأمم المتحدة بتطبيق مقترحات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن ميناء الحديدة التي رفضها الحوثيون رغم موافقة الحكومة الشرعية عليها.
وتعمد منسق الشؤون الإنسانية في اليمن تسمية الحوثيين (بسلطات الأمر الواقع) مخالفاً في ذلك قرارات مجلس الأمن وبيانات الأمم المتحدة في محاولة منه لإضفاء الشرعية على مليشيات الانقلاب في اليمن واستمراراً في تضليل الرأي العام الدولي من خلال ترديده لما يتداول في المواقع الإعلامية ووسائل التواصل الإلكتروني التابعة والداعمة للمليشيات الحوثية متناسياً وجود قناة اتصال مباشرة وعلى مدار الساعة مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية لقيادة قوات التحالف تمكنه من الاستفسار عن المعلومات التي أوردها في بيانه دون تحقق أو تثبت ما يؤكد انحيازه للمليشيات الحوثية وتسييسه للعمل الإنساني الموكل إليه متجاهلاً ما تقوم به المليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات ضد الشعب اليمني كان آخرها التصفيات الجسدية والاختطافات والاعتقالات ضد الرئيس اليمني السابق والمئات من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام وأطفالهم ونسائهم وكذلك الاستمرار في استهداف المدنيين.) انتهى
فيما كشف رئيس الأركان اللواء طاهر العقيلي عن تلقي الجيش اليمني التابع للرئيس هادي عروضاً أوروبية وأخرى آسيوية تبدي رغبة في تقديم الدعم اللوجيستي، لافتاً إلى اتفاقات يجري العمل على توقيعها لاحقاً تصب في مصلحة الجيش، وقال العقيلي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" الجمعة إن الانتصارات الميدانية التي تحققت أخيراً سيكون لها مردود كبير في رفع معنويات الجيش الوطني أمام إرباك وانخفاض في معنويات المليشيات الحوثية.
وعن مسألة تحرير الحديدة، قال العقيلي: "سيكون هناك قرار مشترك محلي وإقليمي ودولي حول الحديدة، وسيكون هناك تحرك في اتجاه المدينة في الوقت المناسب".
هذا وقد تناقلت العديد من المواقع الإخبارية دعوة الناطق الرسمي باسم المليشيات الحوثية محمد عبد السلام أبناء الجنوب إلى الانفصال. حيث قال: (أكرر ندائي لأبناء الجنوب إذا كان لديكم ممثل وحيد تعترفون به دعوه يلتقي بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ويطلعه على ذلك وأنا أتعهد بأن أنصار الله مستعدون لسحب قواتهم من أي أرض جنوبية ونطالب بالمثل، سحب الجنوبيين قواتهم من البيضاء ومأرب والبقع والساحل الغربي وأي جبهة خارج أرضهم. وأضاف ناطق الحوثيين: سنعمل على اتفاقية برعاية أممية دولية لحل الدولتين وكفى المؤمنين شر القتال.) انتهى الخبر بحسب المواقع الإعلامية والذي لم يتم نفيه من قبل الحوثيين حتى الآن.
إنه من الواضح أن الأمم المتحدة تخدم الدولة القوية في العالم وهي أمريكا وتعمل لما يحقق مصالحها، وها هي الأمم المتحدة تشرعن للحوثيين الذين تدعمهم أمريكا في اليمن وتصفهم بـ(سلطة الأمر الواقع) بعد مقتل علي صالح عميل الإنجليز، ثم هي تعمل للضغط على التحالف خصوصا على قوات الإمارات وهادي لوقف تقدمهم نحو الحديدة وسيطرتهم عليها وهي تعلم أن سقوط الحديدة بيد الإمارات وهادي عملاء الإنجليز سيخنق عملاءها الحوثيين، لربما في الأخير ستعمل أمريكا للحيلولة دون خنق الحوثيين عبر ميناء الحديدة بالضغط لتسليم المدينة ومينائها للأمم المتحدة التي هي متواطئة مع الحوثيين، ثم ستضغط باتجاه حل سياسي يشرك الحوثيين في السلطة كما تريد.
إن تصريحات محمد عبد السلام ناطق الحوثيين الموجهة إلى أهل الجنوب وخاصة قوى الحراك الجنوبي الانفصالية الموالية لأمريكا إنما هي ورقة ضغط ترفعها أمريكا لتهديد عملاء الإنجليز بالقبول بالحل السياسي وإلا فالانفصال، وهي إشارة للحراك الجنوبي الانفصالي ليقوم بالتشويش وإقلاق حكومة هادي الموجودة في عدن والانسحاب من القتال ضمن مخطط الإمارات خاصة في الحديدة، أما الإنجليز وعملاؤهم خاصة دولة الإمارات فهم يتقدمون بقوة وينكلون بالحوثيين في مناطق متعددة في الحديدة وشبوة ومأرب وغيرها من المناطق، فيما تقوم دول أوروبية كما قال رئيس أركان القوات الموالية لهادي اللواء طاهر العقيلي بعرض الدعم اللوجستي للجيش الموالي لهادي وعمل اتفاقيات بذلك، كل ذلك للضغط على الحوثيين بالقبول بالحل السياسي الذي يعطيهم حجما بقدر حجمهم فقط لا كما تريد لهم أمريكا التي تنفخ في حجمهم.
إن الحل لن يأتي من الأمم المتحدة وقوانينها الطاغوتية التي صاغتها الدول الاستعمارية، وإن على أهل اليمن أن يعملوا للخروج من الشقاء الذي هم فيه بما تمليه عليهم العقيدة الإسلامية التي انبثقت عنها أنظمة تعالج مشكلات الحياة جميعا، وإنه لن يعيش أهل اليمن في أمن وأمان وحكمة نابعة من الإيمان إلا في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يدعوهم للعمل معه لإقامتها حزبُ التحرير وهو بعون الله بإقامتها وقيادة الأمة لجدير.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
* رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع