عقدت في ألمانيا في السابع والثامن من حزيران/يونيو 2015م قمة مجموعة السبع التي تجمع كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا إلى جانب ألمانيا. أي كبرى الدول الرأسمالية في العالم التي تتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر في الاقتصاد العالمي. وقد سُبقت القمة بتظاهرة كبيرة بلغ عدد الذين حضروها ما يزيد عن الأربعين ألف متظاهر، وكان من أبرز النقاط التي طالب فيها المتظاهرون هي عدم شرعية مجموعة السبع، إذ لا يجوز لهذه الدول السبع أن تنفرد في تقرير مصير العالم في ظل غياب باقي دول العالم عن الاجتماع، وأن هذه الدول السبع الغنية المجتمعة لا تملك الحق بأن تكون الوصي على باقي العالم وأن تتخذ قرارات بمعزل عن باقي دول العالم الفقيرة. فقرارات هذه الدول والنتائج التي يخرجون بها سرعان ما تتحول إلى قوانين وقرارات عالمية تسري على الجميع في العالم ومن يخالفها من الدول توضع في وجهه العراقيل والصعوبات حتى يوقّع ويقبل راغما بتلك القوانين.
ونقطة أخرى غاية في الأهمية كانت من بين مطالب المتظاهرين وهي أنه غالبا ما ينتج عن هذه القمة قرارات جائرة تتعلق بتشجيع الدول الفقيرة على فتح أسواقها أمام الشركات المتعددة الجنسية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة محنة الدول الفقيرة اقتصاديا، حيث تقوم هذه الشركات بالاستيلاء والتحكم في اقتصاديات الدول الفقيرة وفي فترة زمنية بسيطة. وهذه نقطة جوهرية يجب أن يعيها الجميع وهي أن هذه القمة أو قل منظمة الدول السبع لا تختلف من ناحية الغاية التي أنشئت من أجلها عن أي منظمة رأسمالية أخرى في العالم من أمثال هيئة الأمم أو مجلس الأمن. فالغرض من وراء هذه المجموعة هو تركيز تحكم دول العالم الرأسمالي في اقتصاد العالم أجمع. ولذا كان الأحرى تسمية هذه المجموعة بمجموعة اللئام السبع لأنهم يجتمعون لاقتسام خيرات الدول اليتيمة في العالم.
أما عن المواضيع التي وضعت في جدول العمل فكان أبرزها الأزمة الأوكرانية، وإمداد الطاقة والتجارة، ومكافحة تنظيم الدولة وبوكو حرام. وأما باقي القضايا فهي مجموعة القضايا التجميلية للوجه الرأسمالي القبيح، تلك التي يتم تداولها بشكل دوري وتتعلق بحماية البيئة وتحسين النظام الصحي العالمي والمساواة بين الرجل والمرأة. وقد ذكر المتظاهرون هذه النقطة أيضا، إذ يرى المتظاهرون أن هذه الاجتماعات لم تأت بنتائج مرجوة لا للبيئة ولا لمكافحة البطالة والفقر في العالم، بل على العكس؛ فالبطالة والفقر طالت حتى دول أوروبا وأمريكا في السنوات الأخيرة. حيث تضاعفت أعداد العاطلين عن العمل في معظم دول أوروبا وفي أمريكا. ولذلك يدرك الكثير من الناس في أوروبا أن هذه القضايا التي تطرح بشكل سنوي عند اجتماع دول القمة ما هي إلا قضايا تجميلية لإعطاء هذه القمة بعض النوايا النبيلة التي تخدع بعض السذج وسطحيي التفكير في العالم.
أما عن نتائج قمة السبع: ففي أزمة شرق أوكرانيا أوصت القمة بإمكانية تغليظ العقوبات على موسكو وأنه لا يوجد حل في أوكرانيا إلا الحل السياسي وأن رفع العقوبات عن موسكو مرهون بتنفيذ اتفاق مينسك، وأن ضم روسيا للقرم مرفوض، وأكدت على دعم أوكرانيا اقتصاديا. وأما ما يتعلق بالتجارة العالمية، فقد أكدت القمة التزامها بأهداف منظمة التجارة العالمية وأكدت تنفيذ قرارات المنظمة بحذافيرها. وبالنسبة لبوكو حرام وتنظيم الدولة فقد تحدثت القمة مع الرئيس النيجيري ورئيس الوزراء العراقي بضرورة التصدي لكل منهما وضرورة إشراك كل الجهات الدينية في هذا الصراع ضدهما.
قالت ميركل في البيان الختامي للقمة. (نرغب في صياغة منظومة للقيم مستندة إلى قواعد راسخة ونرغب في صياغة العولمة على نحو مشترك بما يتفق مع تلك القيم). نعم إنها ليست فقط منظمة للدول السبع لابتلاع العالم واستعماره اقتصاديا فقط وإنما هي مجموعة مشرّعة تصدر قوانين عالمية سياسية واقتصادية تستطيع من خلالها إبقاء هيمنة الرأسمالية وفكرها العفن على باقي دول العالم وخصوصا الدول القائمة في البلاد الإسلامية. لأن هذه الدول تدرك تماما الخطر الذي يمثله الإسلام لمصالحها وهيمنتها في العالم.
رأيك في الموضوع