أنهى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم الأحد 26 تموز/يوليو 2015، زيارته إلى كينيا التي استمرت لمدة ثلاثة أيام. ثم قام يوم الاثنين 27 تموز/يوليو 2015، بزيارة إلى إثيوبيا حيث ألقى يوم الثلاثاء خطابا في قمة الاتحاد الأفريقي. وقبل زيارته، استضاف في واشنطن محمد بخاري، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية المنتخب حديثا. فيما التقى بخاري في أمريكا أيضا بعض المسؤولين في السياسة الأمريكية. وبذلك يكون أوباما أول رئيس أمريكي يقوم بجولة في كلا البلدين أثناء توليه مهامه. وقد ردد في كلا البلدين القول بأن "أفريقيا في نمو" لكنها "تواجه تحديات الإرهاب"، وأيضا "انتهاك حقوق الإنسان والفساد". وكعادته تطرق إلى الديمقراطية خلال كامل رحلته.
قبل النظر في الأهداف الرئيسية لزيارة أوباما، فإننا نود الإشارة إلى أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أن هذين البلدين (كينيا وإثيوبيا) اختيرتا عمدا لجولة أوباما لعرض الإمكانات الديناميكية في القارة، وأنهما تمثلان "بشير النجاح" لما يمكن أن يكون. وبناء على ذلك، فإن كلا البلدين قد لعبا دوراً مهماً في إنجاح الخطط الأمريكية في أفريقيا جنوب الصحراء ومناطق البحيرة الكبرى. كما أن الخطة الشريرة لانفصال جنوب السودان من شمالها قد دبرت في كينيا فضلا عن غزو الصومال.
أما بالنسبة لأهداف أمريكا التي ظهرت خلال جولة أوباما إلى أفريقيا فنجدها على النحو التالي:
العمل على إخراج أوروبا (بريطانيا وفرنسا)
من الواضح من زيارة أوباما أن أمريكا ماضية في سعيها الحثيث لإخراج الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا من آخر مستعمراتها في أفريقيا. ومن الواضح أن الحرب على الإرهاب في كل من كينيا وأفريقيا بأكملها هي ذريعة أخرى لأمريكا للتسلل إلى الدول الأفريقية وإخراج أوروبا من مستعمراتها السابقة. وقد أقامت أمريكا قواعد عسكرية في ساحل كينيا وإثيوبيا وهي تقوم بدعم كينيا ماليا في مكافحة الجماعات "الإرهابية". والجدير بالذكر أن إثيوبيا هي دولة موالية كليا لأمريكا وحليف قوي في حربها ضد "الإرهاب".
وفي هذا الصدد استضاف أوباما الرئيس النيجيري بخاري حيث كانت قضية بوكو حرام على رأس أجندتهم، بهدف تعزيز نفوذ أمريكا بشكل طويل المدى في نيجيريا. من الملاحظ أن أمريكا اكتسبت طبقة سياسية فعالة منذ تولي الرئيس أوباسانجو في عام 1999. ويبدو أن قضية بوكو حرام في غرب أفريقيا، فضلا عن قضية حركة الشباب في شرق أفريقيا تستخدمان بدقة من قبل أمريكا لدفع سياساتها في أفريقيا.
البحث عن المراعي الخضراء
زيارة أوباما لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا تختلف كثيرا عن زيارته لأية دولة أفريقية. فأفريقيا قارة غنية حباها الله بالمواد الخام والمعادن وتمثل مصدرا مهما للنفط. ومن الواضح أن مؤتمر القمة العالمي لريادة الأعمال (GES) هو مجرد أداة استعمارية جديدة لها، ولا علاقة له بتعزيز الأعمال التجارية في أفريقيا، بل هو استمرار لنهب الموارد الطبيعية الأفريقية والذي هو بمثابة نهب الموارد الطبيعية من البلدان الإسلامية.
نشر الديمقراطية:
في حين أن الديمقراطية هي نظام سياسي فاشل تسبب في الكوارث حول العالم، فإن أوباما يريد لأفريقيا مواصلة الاعتقاد بأن التغيير والتقدم لا يمكن إحرازهما إلا من خلال الديمقراطية. وبالمثل، يتم تصنيف أي بلد أفريقي كنموذج للديمقراطية إذا جرت فيها الانتخابات بطريقة تعجب أمريكا - حارسة الديمقراطية، على الرغم من قمع قادة هذه الدول لشعوبهم، والذي يعتبر وفقا لآرائهم هجوما على "الحريات الديمقراطية". في القرن الماضي، تعاونت أوروبا مع أمريكا في النزاع ضد الاتحاد السوفياتي على ثروة أفريقيا. كما ادعت أمريكا أن المشاكل الملحة في أفريقيا كانت نتيجة لعدم وجود ديمقراطية متعددة الأحزاب فيها لذلك فقد دفعت القارة إليها. والآن يتحدث أوباما بلا خجل عن الديمقراطية، بينما تحولت أفريقيا إلى قارة من الفوضى بفعل الديمقراطية. وعلاوة على ذلك، فمن خلال هذه السياسة المنحازة يتم استيراد أعمال غير أخلاقية مثل الشواذ والسحاق إلى القارة.
هذه هي الأهداف الشريرة الرئيسية التي تسعى أمريكا لتحقيقها في القارة التي يشكل السكان المسلمون فيها أكثر من 52 في المئة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصيب أمريكا بالفشل في أفريقيا وفي العالم بأسره. ونسأله أن يجعل شعوب أفريقيا يدركون المخططات الأمريكية الشريرة ويبحثون عن الإسلام كبديل والذي سينقذ أفريقيا والعالم بأسره.
رأيك في الموضوع