عقدت الجامعة العربية (الثلاثاء، 2 ذو القعدة 1441هـ، 23/6/2020م) قمة بشأن ليبيا بناء على طلب مصر. فأصدرت قرارا ضم 14 بندا يدعو فيه إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية وداخل مياهها الإقليمية وأكد على الدور المحوري والأساسي لدول جوار ليبيا وأهمية التنسيق فيما بينها في جهود إنهاء الأزمة". في الوقت الذي هددت فيه مصر بالتدخل في ليبيا بصورة علنية عندما أصدر حاكمها السيسي قرارا يتضمن حق التدخل الخارجي والمقصود منه ليبيا وليس التوجه نحو فلسطين وتحريرها من يهود.
وقد تضمن البند السابع "رفض كافة التدخلات الأجنبية غير الشرعية الدولية.. وتسهم في انتشار المليشيات المسلحة الإرهابية الساعية لنشر أفكار التطرف وتغذية العنف والإرهاب والمطالبة بسحب كافة القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية وداخل المياه الإقليمية الليبية والتحذير من مغبة الاستمرار في العمل العسكري لتحريك الخطوط التي توجد عليها الأطراف حاليا تفاديا لتوسيع المواجهة". أي الاعتراف بحدود حفتر وعدم التقدم نحوها لتخليصها من قبضته.
ويرحب البند الثامن بكافة المبادرات والجهود الدولية وجهود دول الجوار الرامية لوقف العمليات العسكرية واستئناف العملية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة والترحيب بإعلان القاهرة بشأن ليبيا الصادر يوم 8/6/2020 والذي يركز على أن الحل في ليبيا يجب أن يستند إلى الاتفاق السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين والقمم والجهود الأممية السابقة التي نتج عنها طرح لحل سياسي شامل يتضمن خطوات تنفيذية واضحة في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والطلب من كافة الأطراف الليبية والدولية التعاطي بإيجابية مع هذه المبادرات "والبند الحادي عشر ينص على التأكيد على أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام كافة الجهات الخارجية بإخراج المرتزقة من كافة الأراضي الليبية والعمل على توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا ضمن مسار الحل السياسي وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها وفقا لخلاصات مؤتمر برلين".
الراية: يتضح من القرار أنه قد صيغ للحد من تقدم حكومة السراج (الوفاق) نحو مناطق سيطرة قوات حفتر، الذي يؤيده نظام السيسي في مصر ومن ورائهما أمريكا. ويقف في وجه القرار عملاء أوروبا وخاصة بريطانيا من مثل حكومة الوفاق الليبية وقطر وتونس. والأخطر في الموضوع أن الجامعة العربية تقوم بتدويل قضية عربية من المفروض حسب قوانينها أن تحلها داخليا ولا تنقلها للأمم المتحدة ولا تسندها إلى مقررات مؤتمر برلين. ومعلوم أن الجامعة العربية التي أسستها بريطانيا عام 1945م لتمرر مؤامراتها من خلالها لتركيز نفوذها في المنطقة والحيلولة دون تحررها من ربقة الاستعمار والحيلولة دون إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فجاءت أمريكا واختطفت الجامعة العربية عن طريق عملائها في مصر لتتبنى الأهداف البريطانية نفسها في محاربة الأمة ولكن بتركيز نفوذها وقلع النفوذ البريطاني فأصبحت تتخذ قرارات لصالح أمريكا.
رأيك في الموضوع