إن التفرد الأمريكي يغذي الاستعمار العالمي، إلا أنه ما كان ليستمر لولا خيانة حكام المسلمين، فلقد كانوا مجرد أدوات في يد الغرب، فعملوا على ضمان بقاء بلاد المسلمين ضعيفة ومقسمة تحت السيطرة الأجنبية، فمن تطبيع العلاقات مع كيان يهود رغم جرائمه المستمرة، إلى السماح بوجود القواعد العسكرية الغربية على الأراضي الإسلامية، كرّس هؤلاء الحكام الهيمنة الأمريكية على حساب مصالح الأمة، لقد تحولوا إلى أذرع تسهل الاحتلال، حيث يجرّمون حركات المقاومة بينما يسمحون للشركات الغربية بنهب موارد الأمة، إن تمكين هؤلاء الحكام النفوذ الأمريكي يكشف حقيقتهم كوكلاء لحماية المصالح الغربية في بلاد المسلمين.
إن الواجب الشرعي علينا نحن المسلمين مقاومة التمدد الأمريكي في بلادنا وقلعه من جذوره، ورفض الرأسمالية الغربية ونماذج الحكم المستوردة، ومواجهة الحكام المتعاونين مع المستعمرين والمتخاذلين في الدفاع عن شعوبهم، فنتحرر من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الغربية. لقد أصبح واجبا علينا رفض النموذج العلماني الكافر، واستعادة نظامنا الإسلامي المستمد من الوحي والذي يعطي الأولوية لوحدة الأمة وعدالة رب العالمين من خلال أمة موحدة ناهضة مستقلة في قرارها غير خاضعة للمصالح الاستعمارية، فلا حق لأي قوة أجنبية أن تفرض علينا أمرنا، والطريق أمامنا واضح وهو: كسر قيود التبعية، ورفض الهيمنة الغربية، واستعادة سيادة الأمة من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع