أيها المسلمون بعامة، وأهل الشام بخاصة: إن النظام الجديد في سوريا وعلى رأسه الجولاني هو لصيق بالنظام التركي الذي يدور في فلك أمريكا.. فإن كان يظن أنه بإرضاء أمريكا بتطبيق النظام العلماني ومحاربة الخلافة والداعين لها وإقفال السجون عليهم مع أنه فتح السجون الأخرى وأخرج من فيها إلا شباب حزب التحرير العاملين لإعادة حكم الله في الأرض، الخلافة الراشدة، وذلك إرضاء لأمريكا والغرب في حربهم على الخلافة وأهلها.. إن كان يظن أن ذلك يحفظ له كرسيه فهو واهم إلا أن يستمر في خدمتهم، فقد نبأنا رسول الله ﷺ بخسران صاحب هذا الظن فقال فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن القاسم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ».
ومن نظر في مآل أتباع الكفار المستعمرين والسائرين في ركابهم لإرضائهم سيرى أحوالهم تنطق بمآلهم ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
أيها المسلمون بعامة وأهل الشام بخاصة: إن النظام الوحيد الذي فرضه الله سبحانه وطبقه رسوله ﷺ والخلفاء الراشدون هو الحكم بما أنزل الله، نقياً صافياً، لا تشوبه شائبة، ولا يختلط به نظام آخر، فلا يمزج الخير مع الشر، ولا يطبق جزء من الإسلام وجزء من العلمانية، بل الحكم بنظام الخلافة الراشدة دون تجزئة ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾.
لقد قدمتم تضحيات، وتعرضتم للأذى، واستشهد منكم الكثير وجرح الأكثر، والواجب أن تكون هذه التضحيات لإقامة حكم الله في الأرض، الخلافة الراشدة، وليس لتغيير نظام علماني بآخر علماني، حتى وإن اختلف الاسم والمسمى، وهكذا تكون تضحياتكم نوراً يُضيء الشام، أما إن كانت هذه التضحيات لتوصلكم إلى تغيير نظام وضعي بنظام آخر وضعي فعندها تكونون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً﴾.
أيها المسلمون بعامة، وأهل الشام بخاصة: إن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يحذركم من أيدي شياطين الإنس الذين يريدون أن تضيع دماؤكم سدىً فلا تصلوا إلى خير صاف نقي، الحكم بما أنزل الله، بل إلى حكم وضعي مع اختلاف الاسم والمسمى.. وبدل أن تكونوا أمة يحسب الكفار لها حساباً فإنكم تعودون أتباعاً للكفار المستعمرين وعملائهم، وهذه جريمة والعياذ بالله مصيرها ذل الدنيا وعذاب الآخرة ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾.
فاحرصوا ألا تضيع تضحياتكم سدى خاصة وأن الشام يجب أن تكون عقر الإسلام كما بشرنا بذلك رسول الله ﷺ في الحديث الذي نقله الطبراني في المعجم الكبير عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عُقْرُ دَارِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ».
فابذلوا الوسع في إحباط الحلول السياسية العلمانية الفاسدة التي يريدها الكفار المستعمرون وعملاؤهم.. فلا تضيع تضحياتكم في تلك الأحداث لتكون أثراً بعد عين! وانصروا حزب التحرير العامل لإقامة حكم الإسلام، الخلافة الراشدة، فيكون لكم الأجر الكبير والفوز العظيم بإذن الله.. ومن ثم تكونون ممن حقت لهم البشرى ﴿نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
رأيك في الموضوع