لقد دأبت دول الغرب المستعمر على الترويج في أوساط المسلمين، وخاصة النخبة المثقفة منهم، لمقولات ومفاهيم الفكر السياسي الغربي القائم على مفهوم الدولة الوطنية، القائمة على النظم الوضعية، لأن في ذلك منفعة عظيمة لهم؛ وهي إبعاد مشروع الإسلام العظيم، وإحلال رابطة الوطن التي لا تملك حلولا لمشاكل الناس إلا ما تنتجه المنظومة العلمانية الرأسمالية من تشريعات تفصل الدين عن الحياة.
وفي سبيل تقوية السلطة الوطنية في بلاد المسلمين وجعلها محور ولاء الفرد، عمدت السلطات إلى صياغة ثقافة وطنية تقوم على بعث الأمجاد الوطنية المستمدة من التاريخ الثقافي والفكري والسياسي للوطن الذي أنشئ على أنقاض دولة الخلافة، كما عمدت إلى صناعة رموز وطنية بدءاً من العلم الوطني والنشيد الوطني، إلى نصب تماثيل لشخصيات بارزة في ميادين الفكر والسياسة، وغير ذلك وهم في الحقيقة أدوات للغرب الكافر يستخدمهم للسيطرة على البلاد الإسلامية باسم الوطنية.
والعقيدة الإسلامية انبثقت عنها أحكام تنظم حركة المجتمع الإسلامي وعلاقاته في داخله وعلاقاته مع الأمم والشعوب في الخارج، إذن فعلى المسلم الرجوع إلى الشرع الذي نزل به الوحي على رسول الله ﷺ، ولا يصح ولا يُقبل الاحتكام إلى أهواء البشر وعقولهم القاصرة العاجزة مطلقا، ناهيك عن مفاهيم الغرب الرأسمالية النتنة.
رأيك في الموضوع