بعد أن عملت السلطة ومؤسساتها الإعلامية ورجالاتها على مدار الأسابيع الماضية على الترويج لخطاب قيل عنه إنه خطاب حاسم وناري لرئيس السلطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإذا بالخطاب "الناري" مليء بالاستجداء والتسول السياسي المخزي لقضية عظيمة، والتأكيد على المضي قدما في العمل على تصفيتها وفق المشروع الاستعماري المسمى بحل الدولتين!
لقد كان بارزا في خطاب عباس الاعتراف بازدواجية المعايير عند المجتمع الدولي وتحكم الدول الكبرى الداعمة لكيان يهود به وبمنظمة الأمم المتحدة واعترافه بعبثية قراراتها، والتي وصلت لمئات القرارات ولم ينفذ منها قرار واحد، وأنها مجرد حبر على ورق؛ ولكن العجيب أنه بعد كل ذلك التهكم والندب واللوم يعود ليؤكد على مطالبة الأمم المتحدة ومنظماتها بإنصاف أهل فلسطين وتنفيذ مشروع الدولتين وتوفير الحماية للناس!
إن حديث عباس عن المطالبة باستئناف المفاوضات مع كيان يهود بشكل سريع والجلوس على الطاولة طلبا للسلام ومطالبتهم بوقف الإجراءات الأحادية في الضفة ولو بشكل مؤقت حيث قال "أوقفوا الإجراءات ولو بشكل مؤقت ونتفاوض وإذا لم ننجح اعملوا ما تريدون"، يظهر مدى تمسكه بوجودها ونهجها وأن الحديث عن قرارات حاسمة وعن وقف التنسيق الأمني والتراجع عن الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية أوسلو هو مجرد جعجعات لا طحن فيها.
إن على جيوش المسلمين، وهم يرون هذا الحال من الإجرام بحق أهل فلسطين والمسجد الأقصى، أن يتحركوا من فورهم، فهم أصحاب القضية الذين تتجاهلهم السلطة والأنظمة وتقيدهم الدول الكبرى، وأن يتوحدوا خلف قيادة مخلصة تنهي هذه المؤامرة الدولية التي تمارس على خير أمة وخير بلادها فيحققوا بشرى الرسول ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ».
رأيك في الموضوع