تشارك تونس بداية من 16 حزيران/يونيو الجاري جزءاً من التمرين العسكري "الأسد الأفريقي 22" الذي تحتضنه كل من المغرب وغانا والسنغال وتونس بإشراف القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" وذلك من 6 حزيران/يونيو إلى 1 تموز/يوليو 2022م بمشاركة 7500 عسكري من 13 دولة، منها أمريكا ودول أوروبية، وملاحظين عسكريين من 28 بلدا.
وتعليقا على هذه الجريمة قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس: إذاً للمرة الثانية على التوالي يضع حكام تونس ضباطنا وجنودنا تحت إمرة الجيش الأمريكي الصليبي دون خجل أو خشية من محاسبة، وذكّر البيان بحقائق عدة منها: أن الجيوش الغربيّة بقيادة الجيش الأمريكي هي جيوش أطلسيّة صليبيّة، تعتبر الشعوب المسلمة ومنها الشعب التّونسي شعوبا معادية، وتتخذ إزاءها إجراء العداوة... وعداوة أمريكا للمسلمين لا تحتاج إلى دليل فجرائمها الوحشيّة في العراق وأفغانستان يعلمها القاصي والدّاني، ودعمها لكيان يهود في قتل المسلمين معلن غير خفيّ. وإن قوّات أفريكوم التي أدخلها حكام تونس لتدرّب ضباطنا وجنودنا، هي القيادة الأفريقيّة التي أنشأتها أمريكا في 2007 لمعاضدة باقي القيادات الأمريكيّة في العالم في حربها الصّليبيّة التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب ثمّ الابن، وليست مهمّتها قتاليّة فقط، بل ستعمل أيضاً وفق منطق "القوة الناعمة" لبناء بيئة أمنية مستقرة، تمكنها من السيطرة التامة على البحر الأبيض المتوسط وحفظ مصالحها واختراق الدول التي ليس لها فيها نفوذ سياسي كتونس والجزائر وليبيا. إن تبرير هذه المناورات المشتركة بدعوى تعزيز محاربة "الإرهاب" والأمن السيبراني وغيره، إنما هو غطاء لإضفاء الشرعية على التدخل العسكري في أفريقيا، ومساندة الأنظمة العلمانيّة الهزيلة للبقاء في السلطة والحيلولة دون تحرر الشعوب الثائرة من الهيمنة الغربية وأدواتها المحلية، وما يسمّونه برامج المساعدات الأمنية المختلفة هي لتعزيز القدرة العسكرية لهذه الأنظمة تحت إشراف الجيش الأمريكي، لمواجهة التّحديات بالوكالة، حتى تتجنَّب الولايات المتحدة التورط العسكري المباشر في أفريقيا، خاصةً بعد فشلهم الذّريع في حربي العراق وأفغانستان.
هذا ووجه البيان خطابه للأهل في تونس بلد المجاهدين الأبطال قائلا: إن الجيوش مُهمتها عظيمة، فقد كانت زمن الخلافة الإسلامية تُحَرَّك لحمل الإسلام رسالة هدى للعالم، ونصرة للمستضعفين، وحماية للثغور. أما اليوم فقد حولت هذه الأنظمة الجيوش إلى قوة شُرَطِية تحمي عروشهم، وبدل أن يحركوها لتحرير فلسطين والأقصى الأسير يتم الزج بها في مناورات مع أعداء الأمة، الدّاعمين لكيان يهود في إجرامه، وهو ما يُعد جريمة تستوجب عزلهم، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاض عروشهم.
رأيك في الموضوع