إن دور القيادة السياسية في الثورات هو دور ذو أهمية كبيرة، ودورها الأهم هو السير بالثورة نحو أهدافها بخطا ثابتة ومبصرة، ورعاية الثورة وحمايتها من مكر أعدائها فهي التي تمتلك الحكمة في اتخاذ القرارات، وتمتلك الوعي السياسي لكشف المؤامرات والمكائد السياسية لتفاديها. وهي تعمل على جمع وتوحيد كل مكونات الثورة حول مشروع مبلور وبرنامج مفصل، وتحافظ على استمرارية حراك الأمة الثائرة إلى أن تصل إلى هدفها المنشود. لقد تعرضت ثورة الشام المباركة إلى ضربات سياسية عدة أدت إلى إضعافها وحرف بوصلتها عن هدفها، حيث تآمر عليها العالم بأكمله، وفي مقدمة المتآمرين أمريكا وأدواتها التي ادعت صداقة الشعب السوري والتي كانت وما زالت أس الداء والبلاء ومنبع كل مكر وشر، وهي خنجر مسموم في خاصرة الثورة، حيث أدخلت أهل الشام في دوامة المفاوضات والهدن التي نتج عنها التهجير القسري وتقلص المناطق المحررة، وهي قبل ذلك كله التي حمت نظام الإجرام من السقوط. إن سبب ما وصلت إليه ثورة الشام اليوم هو عدم اتباعها للقيادة السياسية الواعية المخلصة لله ورسوله وللمسلمين، والقادرة على قيادة سفينة ثورة الأمة في الشام إلى بر الأمان.
إن حاجة ثورة الشام اليوم إلى الانقياد للقيادة السياسية الواعية المخلصة - حزب التحرير - هو كحاجة سفينة في ظلمات البحر تتقاذفها الأمواج ويحيط بها الموت من كل جانب، إلى قبطان ماهر خبير يمسك بدفة قيادتها متوكلا على الله وحده ليقود السفينة إلى بر الأمان، حيث العيش كما أمرنا الله في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، تُسعد العباد وتُرضي ربَّ العباد.
رأيك في الموضوع