نشرت (مجلة الوعي في عددها 411 الصادر في ربيع الآخر 1442هـ، تشرين الثاني 2020م) الخبر التالي: "صرح الصحفي البلجيكي ميشال كولون المعروف بمواقفه المناهضة للسياسة الأمريكية، والذي يعتبر "إسرائيل هي الدولة الأكثر عنصرية في العالم" بتصريح انتشر كالنار في الهشيم؛ حيث أماط اللثام فيه عن واقع الاستغلال البشع للحضارة الغربية لشعوب العالم. هذا وقد تناقلت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي هذا التصريح بسرعة وبشكل واسع غير مسبوق؛ نظراً لما يعبر تماماً عما يرونه فيه من صحة، تحت عنوان: "الغرب مجرد حضارة لصوص"!! وقد جاء في هذا التصريح: "إن أضحت إسبانيا وفرنسا ثريتين في القرن الـ17؛ فذلك لأنهما سرقتا الذهب والفضة من أمريكا اللاتينية بذبح الهنود دون دفع أي مقابل. وإن أصبحت فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة في هذا الثراء الفاحش؛ فذلك بفضل العبودية وسرقة البشر من أفريقيا دون أي مقابل. وبالمثل، بلجيكا وهولندا ثريتان جداً منذ القرن الـ19؛ وذلك من خلال سرقة المواد الخام من أفريقيا وآسيا دون مقابل. على مدى 5 قرون، قامت مجتمعاتنا الغربية بنهب ثروات العالم الثالث، دون أثمانها. يمكننا أن نرسم جداول لكل البلدان الأفريقية الفقيرة، ونوضح من نهبها، وكيف، باختصار شديد، نحن، أو بالأحرى بعضنا، لصوص؛ ولهذا السبب صرنا دولاً ثرية على حساب الآخرين".".
الراية: إن البشرية لم تشهد حضارة متوحشة كحضارة الغرب الرأسمالية، هذه الحضارة التي قامت على أساس عقيدة كافرة وهي (فصل الدين عن الحياة)، والتي أول ما أقامت دولها أقامتها على جماجم الهنود الحمر وعلى استعباد الناس ذوي البشرة السوداء، والتي سفكت أرواح ملايين البشر في الحربين العالميتين: الأولى والثانية. هذه الحضارة المتوحشة والتي تحت شعار نشر مبدئها وفكرتها الرجسة في الحريات، اتخذت الاستعمار طريقاً لها لاستعباد الشعوب، ونهب ثرواتهم، وإثارة النعرات الشعوبية والقومية والمذهبية والطائفية بينهم لتقسيمهم وإضعافهم وجعل بأسهم بينهم، ولتسهيل السيطرة عليهم. فخلفت أينما حلَّت عواصف من الأزمات والمآسي في كل العالم (حروباً واستغلالاً ونهباً وإفقاراً وإضلالاً وتجهيلاً وتهجيراً) فكانت بحق أسوأ حضارة تمر على التاريخ البشري، وهي ما زالت تتغول بإجرامها على دول العالم وشعوبه من غير رحمة؛ صار لا بد من وضع حد لها، وخير مصير لها هو إزالتها. وهي بعد هذه الرحلة الدموية يمكن القول إنها وصلت الآن إلى حافة انهيارها، وهذا ما بدأ يعبر عنه عالمياً بـ"تغيير النظام الدولي" وصار العالم في وضع حساس لدرجة أنه عندما حدث وباء كورونا رافقه الحديث عن تغيير النظام الدولي. وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة طرح هذا الموضوع ورافقه الحديث عن فشل الديمقراطية في الدولة الديمقراطية الأولى. والحرب العالمية على الإسلام جعلت الدول التي أشعلتها تزيد سقوطاً في حضارتها نظراً لما ترتكبه هذه الدول من ظلم لم يعد خافياً، وعلى سبيل المثال ظهر ماكرون أنه يدافع عن العلمانية والديمقراطية ليدفع عنها سقوطاً قريباً، ودافع عنها بشكل مقزز جعل من هو من أهلها من الشخصيات الفكرية والسياسية ينتقدونه وينتقدون حرية التعبير من غير حدود التي يتعلل بها. وهكذا بدأنا نرى من أهل هذه الحضارة من يصرح بفسادها، وهو ما يؤكد مقولة الكاتب أن: "الغرب مجرد حضارة لصوص".
رأيك في الموضوع