طالبت السلطة الفلسطينية بعقد اجتماع افتراضي طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في أقرب وقت ممكن لبحث الخطوات لمواجهة نية كيان يهود ضم أجزاء من الضفة الغربية، وقال مندوب فلسطين بالجامعة العربية دياب اللوح في بيان "إن تنفيذ المخطط (الإسرائيلي) بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية".
وفي السياق ذاته هدد رئيس السلطة محمود عباس "بإلغاء كل الاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها السلطة مع (إسرائيل) والولايات المتحدة في حال أعلنت تل أبيب ضم أي جزء من أراضي الضفة".
يتحرك كيان يهود بخطوات متتابعة لتنفيذ بنود خطة السلام الأمريكية المسماة "صفقة القرن" والتي من ضمنها ضم منطقة الأغوار ومستوطنات في الضفة الغربية، وتساوي بمجموعها ثلث الضفة الغربية والتي اعتبرها بنيامين نتنياهو وبيني غانتس قطبا الحكومة في كيان يهود فرصة ثمينة لا تضيع، وقد شكلت أحد العوامل التي حفزتهما لتجاوز خلافاتهما والاتفاق على حكومة وحدة بالتناوب بينهما مع توزيع للحقائب الوزارية بعد انتخابات للمرة الثالثة.
وهذا التوجه الواضح لضم الأراضي يعززه الإعلان عن الإجماع بين أطراف حكومة كيان يهود على قرار الضم وتحديد موعد هذه الخطوة بأنها سوف تكون في شهر تموز وكذلك الرد الأمريكي على هذا التوجه، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تعليقاً على إعلان كيان يهود "إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية يعود في نهاية المطاف لـ(إسرائيل)، وإن واشنطن ستبدي موقفها بهذا الشأن للحكومة (الإسرائيلية) الجديدة بشكل غير معلن" وهو ما يجعل مسألة الضم مسألة وقت ليس إلا.
في ظل هذا التحرك والتآمر على الأرض المباركة فلسطين وأهلها نرى تخبط السلطة الفلسطينية وإفلاسها وتمسكها بوسائل وأساليب ضيعت القضية وخدرت الأمة وجيوشها لعقود طويلة من الزمن، فتدعو لاجتماع افتراضي لمجلس جامعة الدول العربية التي لا تجيد سوى الإدانة والتنديد بنغمة منخفضة وعلى استحياء في الآونة الأخيرة، ويلجأ رئيس السلطة محمود عباس إلى تهديداته التي أصبحت محل تندر أهل فلسطين والمسلمين؛ وذلك لكثرتها وترافقها في كل مرة مع التأكيد على استمرار التنسيق الأمني والسياسي مع كيان يهود الغاصب.
إن مسألة ضم كيان يهود للضفة الغربية والأغوار باتت مسألة وقت ليس أكثر، وهذه مصيبة جديدة سوف تحل على قضية فلسطين وعلى أهل فلسطين ولها تبعاتها الأمنية والسياسية عليهم، ولا سبيل لدفعها إلا باستنهاض الأمة الإسلامية وجيوشها قاطبة للتحرك من فورهم لاقتلاع كيان يهود من جذوره، ويخلصوا أهل فلسطين والمسلمين بل والبشرية من شروره.
أما التعويل على الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وأوروبا والصين والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والشرعية الدولية كما فعلت وتفعل السلطة الفلسطينية إلى الآن فإنه لم ولن يوقف مخططاً أو يردع عدواً، ولن يجلب سوى مزيد من بطش يهود والغرب الكافر المستعمر، وتماديهم في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية التصفوية، والواقع الحالي يشهد على ذلك لمن غفل عن الحقائق السياسية والأحكام الشرعية واتبع أماني الأعداء ووعودهم الكاذبة.
رأيك في الموضوع