قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين: إننا إذ نحتفي بالذكرى الخامسة لميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية، فإننا نؤكد على أن عالمنا لم يكن في حاجة ماسة لإحياء المبادئ الأخلاقية العليا التي اشتملت عليها هذه الوثيقة، مثل ما هو عليه اليوم. (العين الثالثة، 05/02/2024م)
إزاء هذا قال الأستاذ وليد بليبل في تعليق له لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: إن من يقرأ كتاب الله سبحانه وأحاديث النبي ﷺ يرى كيف أن الإسلام يولي أهمية كبيرة لعلماء المسلمين، فالله سبحانه يقول: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ والرسول ﷺ يقول: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ»، فدور العلماء باختصار هو ما قاله النبي ﷺ: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فَإِذَا انْطَمَسَتْ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ»، أي أن عمل العلماء هو أن يقوموا بإرشاد الناس وتعليمهم أحكام دينهم وإرجاعهم إلى جادة الصواب إذا ما انحرفوا، تماما كما يُهتدى بالنجوم وقت السفر ليلا.
وأضاف الأستاذ بليبل بأن المؤسف حقا أننا في زماننا هذا نجد أن الكثير من علماء اليوم لا يقومون بالواجب الذي أناطه بهم الشارع سبحانه وتعالى، ولا نجدهم حيث تحتاجهم الأمة، بل لا نبالغ إن قلنا إن الأمة اليوم في واد والعلماء في واد آخر! وشيخ الأزهر الذي يحترمه الكثير ويظنون فيه بعض الخير هو من هؤلاء الذين لا نجدهم حين تحتاجهم الأمة، فموقفه من غزة التي تتعرض لإبادة جماعية غاية في السلبية، ونظام مصر يمنع عنها الطعام والدواء وشيخ الأزهر لا يحرك ساكنا ولا يقول حقا ولا يبطل باطلا، ولم يدع جيش مصر لنصرة غزة، واليوم يأتي ليشيد بهذه الوثيقة التي أسست لديانة جديدة ما أنزل الله بها من سلطان.
وتساءل الأستاذ في تعليقه: ألا يعلم الإمام (الأكبر!) أن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، وأن الإسلام أنزله الله رحمة للعالمين، وأن النبي ﷺ قال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»، وأنه أيضا قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقاً»، إلى غير ذلك من النصوص الشرعية التي تبين أهمية الالتزام بالأخلاق التي جاء بها الإسلام ووجوب الاتصاف بالحميد منها وترك سيئها واجتنابه؟!
بالتأكيد هو يعلم كل هذا وأكثر، ولكنه الخلود إلى الأرض واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. وليس هناك ما هو أدنى من وثيقة تحوي فكرا يكرس الكفر ويدعو له، ويساوي بين الشرك والتوحيد. إن وثيقة الأخوة الإنسانية، أو البيت "الإبراهيمي" التي يثني عليها الشيخ أحمد الطيب وعلى مَن يرعاها، تريد من المسلمين أن يبدلوا بدينهم تعاليم كهنوتية خطها لهم بابا النصارى وأحبار يهود المجرمون، وأن تجعل منهم حِملانا وديعة وفريسة سهلة لذئاب الغرب الكافر المستعمر.
وختم تعليقه بالقول: إن سمو الأخلاق والتسامح والتعايش بين الأعراق والأديان المختلفة، لم يتحقق إلا عندما كانت السيادة لأحكام الإسلام وأفكاره، فالإسلام هو الوحيد الذي صهر الشعوب والأعراق في بوتقة فريدة رائعة، في ظل دولة الخلافة حيث يأمن الذمي على نفسه وماله ولا يُكره على ترك دينه ومعتقده. أما من يدّعون نشر الأخلاق وقيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، فهم في الحقيقة شياطين من الإنس تغيظهم العفة والفطرة السليمة، ويرون في قطعة من القماش على رأس امرأة مسلمة خطرا يهدد مجتمعاتهم المنحلة اجتماعيا والمنحطة أخلاقيا. فأي الفريقين أحق بالثناء والاحتفاء يا شيخ الأزهر؟!
رأيك في الموضوع