لا بد للأمة وقد بدأت تفيق من غفلتها ومن سباتها الذي حل بها منذ أن قام الغرب الكافر بهدم دولتها وغزوها في جميع نواحي الحياة سياسيا وفكريا وثقافيا، ليضمن استحالة عودتها إلى سابق عزها ومجدها وتفوقها كونها تمثل أحد أطراف الصراع الأزلي بين مبدأ الحق الذي تعتنقه ومبدأ الباطل الذي يتبناه أعداؤها.
لا بد لها أن تدرك جيدا أن عزها الذي تهفو للعودة إليه من خلال حركات التغيير والثورات التي تقوم بها لن تؤتي أكلها إلا إذا قامت بتحديد هدفها وكيفية الوصول إليه، وتحديد من يقودها ويوجهها وفق مشروع واضح وصحيح يكون بمثابة دستور بينها وبين القيادة، ويكون لها الحق الكامل والقدرة التامة على نصح القيادة ومحاسبتها في حال وجود أي خلل أو انحراف عن الطريق الموصل لتحقيق الهدف المنشود، إضافة إلى ذلك على الأمة أن تعرف من هم أعداؤها المتربصون بها، الذين يمكرون بها ويضعون العراقيل أمامها لمنعها من تحقيق هدفها، ومن أخطر تلك العراقيل هو العمل على منع اجتماعها والتفافها حول قيادة سياسية واعية مخلصة من أبنائها الواعين على مكر العدو ومخططاته.
إن الأمة قد حددت هدفها وهو الحياة الكريمة في ظل نظام ينبثق من عقيدتها يحكمها بما أنزل الله، وتحقيق هذا الهدف يتطلب العمل مع العاملين المخلصين وتحت قيادة صاحب المشروع وحامل دعوته؛ ألا وهو حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله تلتف حوله وتناصره على اعتباره صاحب مشروع رباني مستنبط من الكتاب والسنة، حزب التحرير الذي اتخذ من رسول الله ﷺ قدوة وأسوة حسنة وتبنى طريقته في إيجاد كتلته وخوضه الصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، هذه هي الطريقة المنتجة لإقامة دولة للمسلمين توحدهم تحت راية العقاب وتحررهم من أعدائهم وتخلع عملاء الغرب الكافر والدول الرأسمالية المتسلطة.
يجب أن لا يغيب عن أذهان الأمة أن أمريكا هي راعية الإرهاب الأولى وصانعة رجالاته وصاحبة مؤسسات الأزمات في العالم فهي الرأس الشيطاني المدبر للحرب ضد الإسلام والمسلمين واستعباد الشعوب، ففي مطبخها السياسي يتم تحضير السموم والمؤامرات التي تفتك بالبشرية جمعاء بجميع ألوانها وانتماءاتها وخاصة المسلمين.
ومما يجب الإشارة إليه أن تأثير أمريكا يكون ضعيفا في مناطق الصراع والأزمات لولا وجود العملاء والمأجورين والمرتزقة من الحكام ورؤساء العصابات والجماعات الذين تصنعهم وتستخدمهم كأدوات رخيصة لتحكم سيطرتها على شعوب تلك المناطق.
ومن هنا نقول إن خلع تلك الأدوات يرد كيد أمريكا والغرب إلى نحورهم، وهذا يتطلب عملا جادا من الأمة وتحملا لواجبها الشرعي في مواجهتهم والتصدي لهم ولمؤامراتهم، وذلك كما أسلفنا بالعمل الجاد مع حزب التحرير وتحت قيادته لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ومبايعة خليفة تقاتل من ورائه وتتقي به، خليفة يرعى شؤونها ويقود الجيوش لتحرير بلادها المحتلة، ويوجهها لنشر الإسلام إلى العالم قاطبة، وحمله رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء بالدعوة والجهاد، وبذلك نعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس، ونخرج البشرية من ظلم الرأسمالية وأنظمتها الوضعية، إلى عدل الإسلام وأنظمته الربانية، وإن ذلك لكائن قريبا بإذن الله تبارك وتعالى.
رأيك في الموضوع