إن الله تعالى قد جعل لشهر رمضان المبارك، فضلاً وأي فضل، ومن بعض فضائله: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ كان يقول: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رواه مسلم وأحمد، ورواه البخاري في التاريخ الكبير. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ - قَالَ رِبْعِيٌّ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ: أَوْ أَحَدُهُمَا» رواه أحمد والترمذي وابن خُزيمة والحاكم، وإسناده جيد. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ» رواه البخاري ومسلم والنَّسائي وأحمد وابن حِبَّان والدارمي. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري والنَّسائي وابن ماجه وأحمد وابن حِبَّان. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً» رواه ابن ماجه والنَّسائي وأحمد.
أيها المسلمون:
وإننا إذ نذكركم بهذا الشهر الكريم إنما نصل حاضركم بماضيكم المشرق، ونذكركم كيف أن أسلافنا جعلوا من هذا الشهر موسماً للطاعات والانتصارات وعظائم الأعمال، ونذكركم بأنه لا بد لكم من خلع المعاصي على أبواب هذا الشهر الفضيل، وعلى رأس هذه المعاصي التي يجب عليكم أن تخلعوها عن رقابكم لتكونوا خالصين لله العلي القدير؛ هي معصية القعود عن العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ ويكون ذلك:
- من أهل القوة والمنعة بأن يجعلوا من هذه القوة التي حباهم الله بها، نصرةً لله ورسوله والمؤمنين، فيكونوا كالأنصار رضي الله عنهم الذين أنزل الله سبحانه وتعالى فيهم قرآناً يُتلى إلى يوم الدين، يقول جل شأنه: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾، فضعوا أيديكم بأيدي حزب التحرير الآن الآن، وتذكروا إخوانكم في الإيمان من الذين سبقوكم في إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، عن طريق إعطائهم النصرة لرسول الله ﷺ، من مثل سعد بن معاذ رضي الله عنه، الذي عندما بكت عليه أمه عند وفاته قال لها رسول الله ﷺ «لِيَرْقَأْ (لينقطع) دَمْعُكِ، وَيَذْهَبْ حُزْنُكِ؛ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ».
- من شرائح المجتمع الحية الفاعلة من طلاب وشباب وغيرهم، الذين يجب عليهم أن يقبلوا على حلقات حزب التحرير، يتعلمون مبدأ الإسلام؛ عقيدته وأحكامه؛ بوصفه سلاح التغيير الوحيد مقتدين بصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذين أسلموا وانضموا لكتلته في ريعان شبابهم؛ ففهموا الإسلام حق الفهم، وأصبحوا من حملة دعوته بلسان المقال ولسان الحال، حيث أصبحوا إسلاماً يمشي بين الناس.
- من المسلمين الذين لا يتمكنون من الدخول في الحزب والانتظام في حلقاته، فإن الواجب عليهم أن يكونوا عوناً ونصرةً للعاملين، فيقبلوا على ثقافة حزب التحرير؛ كتبه ومنشوراته، وندواته ومحاضراته ومسيراته، فيكّثروا السواد، ويغيظوا الكفار والمنافقين، ويُروا الله من أنفسهم خيراً.
فأروا الله من أنفسكم خيرا أيها المسلمون في هذا الشهر الفضيل، أروا الله منكم كيف أنكم تسارعون في العمل لتطبيق شرعه تعالى؛ عسى الله عز وجل يعز الإسلام بأيديكم ويعزكم بإقامة دولة الإسلام.
رأيك في الموضوع