هل فعلا السودان يمر بأزمة؟ فإن كان كذلك فما هي جذور هذه الأزمة وما أسبابها؟ وما هو دور الحكومات في السودان؟ وهل تحتاج الأزمة إلى جمع السودانيين والسودانيات لإيجاد الحلول والمعالجات؟ ومن الذي يقف وراء هذه الصراعات في السودان؟ وكيف نوقفها؟ وما هي الحلول الجذرية لهذه الأزمات والصراعات والمخرج من هذا الحال البائس؟
هذه الأسئلة أجاب عنها منتدى قضايا الأمة الدوري الذي أقامه المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية السودان، يوم السبت 3/7/2021م، والذي تم استئنافه بعد انقطاعه بسبب جائحة كورونا، وقد جاء المنتدى تحت عنوان: السودان إلى أين؟ وتحدث فيه كل من: الأستاذ سليمان عبد الحي الدسيس عضو مجلس الولاية لحزب التحرير/ ولاية السودان، والأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان.
قدم سليمان الدسيس ورقة بعنوان: "حكومات السودان المتعاقبة واستمرار الفشل"، بيَّن فيها أن السودان يعيش أزمة حادة أكدها رئيس الوزراء في مبادرته في حزيران/يونيو 2021م، وتساءل: ما الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة؟ وما هي الحلول التي تعالجها؟ وقال إن الأزمة لا تحتاج إلى جمع السودانيين، وإن المنهج السليم هو دراسة أسباب الأزمة ووضع المعالجات لها. وأكد أن السودان يُحكم بالأنظمة الوطنية لسبعة عقود، بثمانية دساتير، وثلاث حقب مدنية وعسكرية، وأربع فترات انتقالية، وأن الاتفاقيات التي عُقدت عرضت وحدة البلاد إلى خطر التفتيت، فقد كانت صفقات ومحاصصات، ومساومات بين الحكومات والحركات المسلحة، وأن الاتفاقيات كلها القاسم المشترك بينها واحد وهو تقسيم الثروة والسلطة، أدى إلى انفصال جنوب السودان.
وأوضح أن حقيقة الصراعات هي تصفية حسابات وصراعات على النفوذ وهي لا تخدم أهل السودان ولا تحل مشاكلهم، إنما هي عبارة عن صراعات دولية (أمريكية وأوروبية) وأن الحكام في الداخل عبارة عن قطع شطرنج تلجأ للدول الاستعمارية ظناً أنها تجد مخرجا. وأن أزمة الحكم يتصارع حولها الكل ضد الكل، وأن الحكم عند السياسيين عبارة عن كيكة.
وقال الأستاذ الدسيس، لن يستقيم الظل والعود أعوج، وإن الحل والمخرج ليس في دولة مدنية ولا عسكرية، ولا مشتركة، ولا في تطبيق الوثيقة الدستورية، وليس الحل في المشروع الوطني، مؤكداً أنه لن ينصلح الحال إلا بالرؤية المبدئية الصادقة ألا وهي الإسلام ودولته.
الورقة الثانية قدمها الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان التي كانت بعنوان: "لن يُخرج السودان من حالهِ البائس غير الخلافة الراشدة على منهاج النبوة".
وبيَّن الأستاذ أبو خليل: أن ما يحدث اليوم ليس جديداً، وإنما هو استمرار للنهج القديم نفسه للحكومات السابقة، ومن الطبيعي أن نصل إلى هذه الحالة المزرية في كل مناحي الحياة نتيجة لتطبيق السياسات والأجندة ذاتها، وأن الحكام لا يرون المخرج في غير الصندوق الذي وضعهم فيه الكافر المستعمر.
وقال: إن المخرج في الإسلام، والطبيعي هو أن من يقود العالم هو نحن المسلمين، لأن الإسلام الذي عندنا هو الحق وهو الخير وفيه المعالجات الحقيقية، وبدل أن نكون نحن القادة أصبحنا مقودين، ولذلك لا مخرج للسودان ولجميع المسلمين بل العالم بأسره إلا بالرجوع إلى منهج الله سبحانه وتعالى، وأن ما وضعه الله تعالى من أحكام لمعالجة مشاكل الحياة هي فعلاً معالجات ولا يتصور أن تكون هناك حياة هانئة إلا بتطبيق هذه الأحكام والمعالجات الشرعية.
رأيك في الموضوع