في 11 من أيار/مايو 2021م، سيبدأ العام العاشر على اختطاف نفيد بوت، الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان، حيث تم اختطافه في 11 من أيار/مايو 2012م وحبسه في زنازين الأجهزة القمعية السرية. ولا يزال هذا النظام يحرم نفيد بوت من أي نوع من التواصل مع عائلته. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾. فكيف هو حال هؤلاء الحكام من عملاء أمريكا؟! إنهم لطيفون مع الكفار الأعداء ويبادلونهم مشاعر الحب والرحمة والعطف، بينما يتعاملون مع المسلمين بقبضة حديدية، حتى إنهم يستخدمون لغة النار والقنابل معهم، هذا على الرغم من قوله تعالى في الحديث القدسي الذي قال فيه رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِياً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري.
نفيد بوت البالغ من العمر اثنين وخمسين عاماً، وهو أب لأربعة أطفال، هو ابن الأمة الإسلامية، وهو جدير بالثناء، فهو سياسي مبدئي ومن الأكفاء القادرين على الوفاء بمسؤولية الحكم في أي منصب، بعد إعادة الخلافة على منهاج النبوة، وهو من أسرة كشميرية نبيلة مقيمة في إسلام آباد. حصل على قبول في جامعة الهندسة والتكنولوجيا الشهيرة (UET) في لاهور. ولتفوقه تم بعثه إلى جامعة إلينوي في الولايات المتحدة، حيث أكمل تخرجه منها. وقد عمل في القطاع الخاص في الولايات المتحدة، قبل أن يقرر العودة إلى باكستان ليكون جزءاً من الصراع العالمي لإقامة الخلافة على منهاج النبوة في البلاد الإسلامية، تاركاً وراءه الحياة الفارهة لمواجهة غضب الطغاة. لقد سعى بلا كلل في كشف خيانة الحكام الذين يعملون ضد الإسلام والمسلمين وفضح عمالتهم لأمريكا، من خلال كتابة مئات البيانات الصحفية، وكتابة عشرات الأعمدة الصحفية، ومخاطبة عشرات المؤتمرات الصحفية، والتحدث في الندوات والمؤتمرات، ومقابلة الآلاف من الأشخاص ذوي النفوذ، خلال مسيرته النضالية. وقد سافر في جميع أنحاء باكستان لبث الوعي بين الناس حول واجب إقامة الخلافة وتفاصيل أجهزتها، وخلال كفاحه السياسي وصراعه الفكري، عانى من الاعتقالات المتكررة والسجن وكان مشهوراً بتحديه وشجاعته.
من الواضح وضوح الشمس أنه على الرغم من قمع النظام الباكستاني الشديد، فإن حزب التحرير لم يتخل عن نضاله ولم يتباطأ. بل بدلاً من ذلك، ازداد تأثير حزب التحرير بشكل عام بين المسلمين وخاصة في القوات المسلحة. وهكذا فإن المسلمين الذين يتحملون الصعوبات في سبيل الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ، هم مخلصون ويستحقون القيادة. وفي شهر رمضان المبارك هذا، ندعو الله سبحانه وتعالى، أنه كما أخرج النبي يوسف عليه السلام من سجنه أن يخرج نفيد بوت من زنازين الطغاة، وأن يكرمه بالحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، وحينها ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
رأيك في الموضوع