إنّ الأيادي الآثمة التي تقتل وتغتصب وتسرق وتدمر في الأرض المباركة فلسطين، حثالة البشر وأرذل خلق الله وأجبنهم؛ لم يتمادوا في عدوانهم إلا بسبب تواطؤ حكام المسلمين وخاصة دول الجوار التي تفرض طوق أمان حولهم، وأيضا بسبب الدعم غير المحدود من الدول الغربية التي زرعتهم في الأرض المباركة وأنشأت كيانهم المسخ ورعتهم وما زالت ترعاهم وتمدهم بأسباب الحياة والبقاء.
إنّ فلسطين كانت دوما درة في تاريخ المسلمين، فكانت محط أنظارهم ومركز ثقل لديهم؛ فتحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحررها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وحافظ عليها السلطان عبد الحميد رحمه الله، وقد شهدت معارك كثيرة بين المسلمين وغيرهم؛ فكلما اعتدى عليها عدو هب لنصرتها المسلمون ودحروه طال الزمان أو قصر، واسترجعت خالصة نقية من كل دنس. هي أرض مرتبطة بالإسلام برباط وثيق منذ أن أسري برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ولذلك كانت وما زالت مكانتها عميقة في الصدور. لذلك كله مهما طغى يهود وتجبروا فسيأتي يوم ويدحرون فيه بإذن الله، وهذا لن يكون إلا بتوحد الأمة وعودتها سيرتها الأولى، تحيا بالإسلام وللإسلام، يقودها إمام عادل تقاتل من ورائه وتتقي به. ذلك درب التحرير الذي يجب على المسلمين السير فيه بخطا ثابتة واثقة بوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ فالعاقبة حتما للمتقين.
رأيك في الموضوع